عبد الله بن سبأ رجل يهودي ماكر، أظهر الإسلام ليفسده ويهدمه، وكان هو رأس الفتنة التي ثارت على عثمان رضي الله عنه وأودت بحياته، كما كان هو وأتباعه مثيري الحرب يوم الجمل، بعد الاتفاق على الصلح.
أظهر عبد الله بن سبأ الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه مثلما أعلن بولس اليهودي الغلو في عيسى عليه السلام ومن ذلك:
1- ادعى ابن سبأ أن القرآن جزء من تسعة أجزاء، وأنه لم يجمعه كله إلا علي، وأن النبي صلى الله عليه وسلم اختص علياً وآل بيته بالعلم الباطن.
وقد نفى علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بشيء من العلم، وأعلن ذلك على المنبر، كما رواه الإمام أحمد، والبخاري في صحيحه .
واستدعى عبد الله بن سبأ، وقال له: (والله ما أفضى -يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم- إليَّ بشيء كتمه أحد من الناس، ولقد سمعته يقول: إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً، وإنك لأحدهم).
2- أظهر القول بألوهية علي رضي الله عنه:
افترى ابن سبأ هذا الكفر، ونشره في أتباعه، فجاءت طائفة منهم إلى باب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقالوا له:
أنت هو؟ قال: من هو؟ قالوا: أنت الله. فأمهلهم ثلاثة أيام، ثم حرقهم بالنار.
3- أظهر ابن سبأ سب الشيخين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وزعم أن علياً يضمر لهما العداوة، فلما بلغ ذلك علياً، قال: [[ما لي ولهذا الخبيث الأسود؟ معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل]] ثم أرسل إلى عبد الله بن سبأ، فأمر بنفيه إلى المدائن، وقال: [[لا يساكنني في بلدة أبداً]] ثم نهض إلى المنبر حتى اجتمع الناس، فأثنى على الشيخين ثناءً عظيماً، وختم خطبته بتهديد الرعية، قائلاً: [[ألا ولا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري]].
هذا وقد كان علي رضي الله عنه يريد قتل ابن سبأ، ولكنه خشي الفتنة في جيشه؛ لأن أتباع ابن سبأ مندسون في صفوفه، فاكتفى بنفيه وإبعاده إلى المدائن.