أ- وهكذا ظهرت أصول الفرق، وهي: ( الخوارج، الشيعة، المرجئة، القدرية، الجهمية ).
ولم نذكر المعتزلة؛ لأن مذهبهم مركب من هذه الأصول، ولأن اسم القدرية يطلق -أخص ما يطلق- عليهم.
وقد تفرع عن هذه الأصول فرق كثيرة، وسوف ندرس أهم هذه الفرق، وبعض ما تفرع عنها بإذن الله.
ب- تبين لنا أن لـأهل السنة والجماعة موقفاً واضحاً في معاملة أهل البدع، وهذا الموقف هو أصول منهج أهل السنة والجماعة .
وقد ظلت الأمة ملتزمة بهذا الموقف، وظل أهل البدع بين مقتول ومرذول، إلى زمان المأمون بن هارون الرشيد، الذي تولى الخلافة بين سنتي (198-218)هـ.
ففي عهده ارتفع شأن البدعة وأهلها، وفتح الباب على مصراعيه للفلسفة وعلم الكلام على النحو الآتي بيانه عند الحديث عن علم الكلام.