هل كان عدد الجماجم البشرية التي قامت عليها (الامبراطورية الرومانية المعاصرة ) من الهنود والمستعبدين عشرة ملايين أو عشرين؟
وإذا أضفنا من هلك من المستعبدين في الطريق أو أثناء اصطيادهم فهل يبلغون (40مليوناً) أو (100مليون)؟
تختلف التقديرات، ونحن لا يهمنا الرقم لذاته فإن كتاب الله تعالى قد قرر حكماً قاطعاً أنه من قتل نفساً واحدة بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً!!
إن العذر الجاهز لدى الأمريكيين عن هذه الفظائع الهائلة هو أن بعض الأمريكيين دعا إلى تحرير العبيد وحارب دعاة الرق وانتصر في النهاية.
ويغالطون عمداً في تفسير دوافع التحرير!
إنها ليست الاعتقاد بالمساواة والكرامة كما يزين ذلك بعضهم، فإن أياً من الطرفين لم يجادل في كون العبيد أحط من البيض!! ولكن الاختلاف هل هذا الجنس المنحط يستحق أن ينال استقلالاً؟
وهل الأنفع لسمعة البلاد واقتصادها أن يعطى ذلك؟
إن هذه النظرة المقيتة وصلت -وبقيت إلى حد يصعب على المسلمين- خاصة تصديقه، وهو قيام دور العبادة نفسها على التميـيز لكل طرف كنائسه، أما وجود قسيس أسود لكنيسة بيضاء فهو ضرب من الخيال.
وهناك حقائق واقعية أشكل على المسلمين تفسيرها، فقد لاحظ الدعاة المسلمون في السجون الأمريكية -وعملهم شاهد قائم بذاته على عظمة القيم الإسلامية وضرورتها لإصلاح البشر- ارتفاع نسبة المسجونين من السود في قضايا الإدمان، وهو ما يناقض المعلومات الرسمية من وزارة الصحة الأمريكية، التي تقول: إن مدمني المخدرات من البيض خمسة أضعاف السود، وانحل الإشكال جزئياً حين علموا أن دوريات الأمن تجوب الأحياء لهدف مزدوج: حماية حرية البيض، وكشف جرائم السود، لكن كيف يمكن فهم ما جاء في الإحصاءات من أن المعتقلين السود -في السبعينيات- كانوا ضعف البيض ثم أصبحوا في التسعينيات خمسة أضعافهم؟!
هنا جاء الجواب: أن السود من حيث هم فقراء يتعاطون نوعاً رخيصاً من المخدرات بخلاف البيض الذين يتعاطون نوعاً غالياً، وقرر المشرعون في الكونغرس أن تكون العقوبة على تعاطي الرخيص أغلظ.
وبهذا الظلم القانوني -إن صح التعبـير- أضيف سبب آخر لزيادة عدد السود وانحل الإشكال.
عندما أصبحت رواية جذور
فيلماً أكدت الإحصائيات أن الذين شاهدوه كانوا مائة وثلاثين مليوناً من الأمريكيين! لماذا؟
لم يكن ذلك لمجرد أن المأساة بالغة الفظاعة؛ بل بسبب الصدمة، لأن مأساة بهذا الحكم كانت مغلّفة بشعارات رنّانة ردحاً من الزمن!!
لقد نكأ الفيلم جرحاً غائراً في الضمير الإنساني الذي سرعان ما يمزق أغشية التضليل والزيف عند بزوغ فجر الحقيقة.
وفقاً للرواية اكتشف الكاتب أنه مسلم -لأن جده الذي اصطاده المتحضرون البيض كان مسلماً- واستطاع أن يجمع خيوط القضية حتى اجتمع بقرابته المسلمين في
غمبيا بعد سبعة أجيال، وحدثوه عن جده المخطوف نفس الحديث الذي حدثته عنه جدته في
أمريكا!!
حين وصل
كولومبس إلى شاطئ
مورو في
كوبا رأى مئذنة فصاح: "يا إلهي حتى
اليابان فيها مساجد!! ".
نعم لقد كانت مساجد على الطراز الأندلسي مكتوب على محاريبها "لا غالب إلا الله".
لقد كان المسلمون أول ضحايا الإبادة العرقية على ضفتي
الأطلسي، على الضفة الشرقية كانوا يُصطادون ويُستعبدون، وعلى الضفة الغربية كان المسلمون الهنود يُبادون ضمن حملة الإبادة على السكان الأصليين.
واليوم يعتقد ملياران من البشر تختلف ألوانهم ويتفق دينهم أن
أمريكا تأمل أن تستعبدهم وتسعى لذلك -لكن بوسائل وشعارات أكثر تطوراً- وأن أحفادهم يوماً ما سيتذكرون ذلك وربما ينتقمون؟
وفي
أفغانستان من هم أقرب أملاً من ذلك، إنهم يعتقدون أن
الملا محمد عمر سيعود كما كان، ويصبح
جورج بوش لا شيء في بضع سنين ولله الأمر من قبل ومن بعد.