وهذا ما حدا بأهل الغيرة إلى مناشدة شيوخنا وعلمائنا أن يقوموا بواجبهم في هذا الشأن، إذ لا نملك نحن طلبة العلم إلا أضعف الإيمان، ولما طال الانتظار واستطال الأشرار قام كاتب هذه السطور بتعليق موجز على الكتاب، وتنبيهات على ما فيه من الشرك الأكبر الذي لا يحتمل تأويلاً ولا يقبل جدلاً، وذلك ضمن الوقت المخصص عادة للإجابة على أسئلة درس شرح
العقيدة الطحاوية.
فنفع الله به على إيجازه، وأطفأ به بعض غضب أهل التوحيد، وأقام الحجة على بعض أهل الخرافة، ولكن لم يمض على ذلك أسبوعان أو ثلاثة حتى صادرت الوزارة - وزارة الإعلام - الشريط، وسحبته من كل التسجيلات؛ ولا سيما في المنطقة الغربية.
وأبلغنا بذلك سماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله وغيره من العلماء، وانتظرنا فما سمعنا حتى تاريخه عن عمل أو إنكار أو رد من أحد من
أهل السنة.
بل سمعنا من بعض المرجفين في
المدينة المنتسبين إلى
السلفية -والله أعلم بما يبيتون- إنكارهم للشريط؛ لأنه نسب طمس بعض الأبيات الشركية إلى فاعل خير ولم ينسبه إلى الحكومة -هكذا أولوا- مع أن شيوخنا في
المدينة وغيرها يعلمون أمر الطمس جيداً، ويعلمون لماذا لم يطمس الباقي حتى اليوم!!
وقد خطر لي -وأرجو أن يكون ذلك حقيقة- أن الذي منع
أهل السنة من الإنكار ليس الخذلان -عياذاً بالله- لكنها المشاغل الكثيرة من جهة، وعدم اطلاع بعضهم على الكتاب وخطر ما فيه من جهة أخرى.
فرأيت أن أجمل بعض مصائبه في ورقات قلائل، وأبعث بها إلى من يهمه الأمر مقرونة بصورة من الكتاب لمن لم يطلع عليه بعد، رجاء أن يرفع الله عنا الإثم، ويدفع العذاب، ويبعث الهمم.