إن لم تدرسوا أنتم وتشكلوا اللجان للدراسة وتتابعوا النتائج فمن يقوم بهذا الواجب إذاً؟ ومن ينصح للأمة لا سيما وأن غيركم إذا نصح احتجوا عليه بسكوتكم؟
- أما قول بعض الناس: (إن هذا ليس من شئون العلماء)، فعجب والله أيما عجب! ومن شئون من هي إذاً؟ أنتركها للرويبضات من الصحفيين والمتملقين من الشعراء وعُمي البصيرة من العلمانيين؟ أهؤلاء من شأنهم يومياً أن يسودوا الصحف ويملئوا الأجواء بالاقتراحات وأنتم أصدرتم التأييد وسكتّم!!
كل الأطراف تتكلم عن الأزمة حتى "الفنانين والفنانات"، والساكتون أو المُسكَتُون هم أهل العلم والدعوة إلا من أيَّد الواقع كما هو، دون الإشارة إلى أخطاء الماضي أو واجبات المستقبل.
فتداركوا -وفقكم الله- هذه الأمة، وتداركوا سمعتكم وسمعة أمة التوحيد التي نالها ضرر بالغ في كل مكان بسبب هذا الموقف، ولا تحتقروا أنفسكم عن عمل عظيم يرفعكم الله به في الدنيا والآخرة، فأنتم علماء خير الأمم وعلى منهاج السلف تسيرون -ولله الحمد- والغرب نفسه ينظر إليكم وإلى هذه البلاد نظرة خاصة للغاية، ويحسب لكم ما لا تظنونه في أنفسكم من المكانة والتأثير.
وأذكر هنا مثالاً على ذلك ما أورده جوزيف سيسكو- مساعد وزير الخارجية الأمريكي سابقاً وعضو "الهيئة الكونية"، اليهودية ضمن أهداف التسوية الأمريكية في الشرق الأوسط الهدف الثاني ونصه: ''يجب أن تكون تسوية شاملة تقلل من احتمال قيام الغليان داخل العربية السعودية نفسها'' الفكر الاستراتيجي (3/79). فقد خصَّ هذه البلاد دون غيرها من دول المنطقة، ومثله ما عبر به أحد محلليهم في مقابلة له في قناة(cnn) تعليقاً على دعوة صدام للجهاد: ''نحن لا نخاف من جيوش صدام وإنما نخشى من الأصوليين في شبه الجزيرة العربية والجزائر ومصر''