سبق المسلمين في المنهج التجريبي
أما التجريب الذي تعزى إليه نهضة أوروبا العلمية عامة، فإن باعثه الظاهري هو التساؤل العقلي الذي افترقت عليه الفلسفة القديمة وهو: أيهما أصدق الفكر المجرد أم التجربة الحسية؟.
ولم يكن صعود "جاليليو" إلى البرج وإسقاط جسمين متماثلين في الوزن إلا تدليلاً على بطلان قول أرسطو في ذلك
ومن هنا فإن الفكر الإسلامي -السني خاصة- الذي رفض فكر أرسطو رفضاً مطلقاً، ودعا -وفقاً لصريح القرآن- إلى نبذ تقليد السالفين، والتأمل في ملكوت السماوات والأرض، والنظر في آيات الله الآفاقية والنفسية هو أصل تقدم الإنسانية الحالي كلها، وما فعله "جاليليو" بالنسبة لحركة الأجرام السماوية ما هو إلا جزء من الأثر السني الذي شمل العالم، وصرع المنطق الصوري الإغريقي في الشرق قبل أن تتخلص أوروبا منه بعدة قرون