الإلحاد -بمعنى إنكار الخالق- مرض في القلب وعمى في البصيرة، وانتكاسة في العقل وشذوذ في الفطرة، ولهذا لا يصاب به إنسان سوي فضلاً عن أمة سوية.
ولم يكن الإلحاد ظاهرة عامة في أي عصر من العصور، ولم تعتقد أمة من الأمم السابقة قط وإنما كان الملحدون أفراداً شاذين.
فالأمم في العصور الغابرة كان كفرها محصوراً في أمرين:
1-            الشرك بالله تعالى وعبادة غيره معه، كالأحجار والكهان والملوك وغيرها.
2-            الجهل بالله تعالى وبما يليق به وما لا يليق به من الصفات، كالاعتقاد بأنه له ابن أو صاحبة، أو لا يرى ولا يسمع كل شيء، أو أنه مثل المخلوقات، أو يحل في شيء منها.
كل هذا مع الإقرار بوجود رب خالق رازق يدبر الأمر: ((قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ))[يونس:31].
أما الاعتقاد بأنه لا إله لهذا الكون مطلقاً فهو من الضلالات الشاذة التي لم تعلنها أمة من البشر إلا المجتمعات الأوروبية في العصر الحديث، وليس كل أفرادها كذلك.
  1. أسباب ظهور الإلحاد