البيان: كيف تقوّمون أداء الجماعات الإسلامية بمختلف اتجاهاتها في مواجهة
العلمانية خلال ربع القرن الماضي؟
الجواب: اسمح لي أولاً أن أقول: إن الأمر لم يعد أمر جماعات.. لقد طورت الأمة نفسها وطورت بعض الجماعات منهجها فنشأ تيار عريض تجاوز الأطر الضيقة والتجمعات المحدودة ليمتلك مواقع ومؤسسات وتأثيراً متنامياً داخل المجتمعات الإسلامية وخارجها، إن (80%) من الأخبار التي يتداولها العالم يومياً هي مما لـه علاقة بالإسلام والمسلمين، وفيما تتعرض
العلمانية لإخفاقات متوالية يشهد العالم كله عودة صاخبة للتراث وحديثاً جديداً عن الدين، وبالإفادة من وسائل التواصل الحديثة، وبالاستناد إلى أن الإسلام هو دين الفطرة، وهو الحق وما عداه باطل أو محرف استطاعت الصحوة الإسلامية أن تكسب مواقع جديدة كل يوم، وسهلت مهمة العاملين للإسلام فرادى أو جماعات أو مؤسسات، ولم تقف الأمة عند حدود الإيمان بأن الإسلام هو الحل، وأن كل الشعارات والأفكار
العلمانية يجب أن تُوأد، بل تجاوزته إلى الإيمان بأهمية الجهاد والمطالبة بتطبيق الشريعة، وهناك أكثر من مسئول غربي -فضلاً عن دراسات كثيرة جداً- صرح بأن الشعوب الإسلامية لو أتيح لها حرية الاختيار لما اختارت سوى الإسلام، ولو أُعطيت فرصة الجهاد لاندفعت إليه من كل مكان؛ فـ
العلمانية والانهزامية إذن مفروضتان على الأمة فرضاً. وكفى بذلك إنجازاً وسبباً للتفاؤل.