البيان: وهل لنا أن نعرف من فضيلتكم ردود الأفعال التي وصلتك خاصة بعد ترجمة الكتاب إلى العبرية؟
الجواب: اليهود كما تعلمون ينقسمون بشأن قيام الدولة
الصهيونية فئتين سواء داخل
فلسطين المحتلة وخارجها؛ فأما اليهود الأرثوذكس ولاسيما جماعة
حراس القرية =
ناطوري كرتا فقد حظي الكتاب بقبولهم لمطابقته لما عندهم بشأن زوال هذه الدولة وأنها ضد الله حسب عقيدتهم، كذلك حظي الكتاب في حدود ما انتشر بإعجاب وتأييد المفكرين الروس؛ لأنهم يمقتون اليهود جداً، وقد ترجم إلى الروسية، وفي الجانب الآخر هاجم الصهاينة الكتاب بدون علم؛ حتى إن بعضهم كتب عنه في
النيويورك تايمز ما يدل على أنه لم يقرأ منه سوى العنوان واعتبره محرضاً على الإرهاب، واستطاعوا التأثير على مكتب التحقيقات الاتحادي، فحدثت بعض المضاياقات لمن عثروا على الكتاب في منـزله من المسلمين، ومثله كتاب:
القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى ولعل من المفيد أن نقول: إن الكتاب أرسل إلى المجامع العلمية والفكرية والإعلامية في الدولة
الصهيونية، وبعد أقل من ستة أشهر أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية في
تل أبيب تقريراً يشير فيه إلى زوال دولة إسرائيل بعد عشر سنوات، ونقلت عنه ذلك صحف عربية كثيرة، وهذا يشير إلى التطابق بين ما لديهم من نبوءات دينية وما تدل عليه دراساتهم المستقبلية
العلمانية؛ وهو ما يؤكد أهمية محاربة العدو من كل باب ومنها باب الموروث الديني والنفسي الذي هو أصل قيام الدولة
الصهيونية.