البيان: لكن هل يعني ذلك أننا دخلنا بالفعل في أحداث آخر الزمان؟
الجواب: لا بد من التفصيل؛ فإن أحداث آخر الزمان تشمل ما كان قريباً من العهد النبوي، ومنها موته صلى الله عليه وسلم كما صح في الحديث؛ بل إن بعثته صلى الله عليه وسلم هي من علامات آخر الزمان كما صح في أحاديث أخرى؛ وبهذا المعنى يصح القول بذلك في عمومه، وأما إن كان المقصود بأحداث آخر الزمان ظهور الدجال ونزول المسيح -عليه السلام- ومعه المهدي فلا؛ فإن هذا لا علاقة له بذلك كما أوضحنا في الكتاب، وما كتبه بعضهم بهذا الشأن هو مما يجب نبذه وصرف النظر عنه، والأحداث نفسها ستكشف خطأه وتكلفه، والأدلة على صحة ما نقول كثيرة جداً لا يتسع لها المقام، ومن أهمها أن الأحاديث الصحيحة دلت على أن الدجال يخرج بعد الملاحم مع الروم وفتح
روما، وهذا ما لم يقع ولا وجود لشيء من مقدماته اليوم، وإجمالاً أؤكد أنه لا يتفق شيء من الواقع المعاصر على ما صح بهذا الشأن سواء طبيعة المعركة، وأرضها، ونوع السلاح، وصفات المجاهدين، والأحوال العامة في العالم، حسبنا اليوم الوقوف عند اليقين -بإذن الله- وهو زوال دولة إسرائيل كما زالت دول الصليبيين من قبل دون أي ارتباط بعلامات الساعة الكبرى.