البيان: الحملة الأمريكية على ما يسمونه الإرهاب... ما أبعادُها؟!
وهل هي حقاً حملة صليبية على الإسلام كما صرح بعض قادتهم بذلك؟!
أم أنها تصريحات متشنجة غير مقصودة لا تعبر إلا عن الاستياء الشديد مما حدث؟
الجواب: من غير دخول في جدل المصطلحات نقول: إن كل حرب عسكرية غربية هي حملة صليبية منذ غزوة مؤتة إلى الملاحم التي بين يــدي السـاعـة، ولا يغير مـن هــذه الحقيقـة أن الغــرب وبالأخص أوروبا تخلّى عن إيمانه بـالنصرانية إلى حد بعيد؛ فالصليبية هي نـزعة عدوانية تعتمد على الميراث الديني والتاريخي المتراكم، وهي توجد لدى المتدين وغير المتدين، وبالنســبة لـأمريكا لا مراء في تأثير الدين على التوجه السياسي؛ ومن ثم العدوان العسكري؛ قد تقل شعائر الدين العبادية ولكن شعاراته السياسية تتزايد، لم يحكم أمريكا رئيس إلا عبَّر للأمة عن تديّنه في حملته الانتخابية وبعدها، حتى الفاسق الليبرالي مثل كلينتون -وهي منذ تأسيسها لم يحكمها ملحد صريح ولا يهودي؛ بل كلهم مــن البروتستانت ما عدا جون كندي فهو كاثوليكي-.
والناظر إلى جوهر الصراع حالياً وإلى ميدانه الواسع المتنوع سوف يخرج بنتيجة قاطعة هي أن أمريكا تحارب الإسلام من حيث هو إسلام، وأن العنصر الجديد الذي تتميز به الحملة الصليبية المعاصرة عن حملات القرون الوسطى هو اليهود.
وهذا ما يجعلها أشرس عداوةً وأعظم مكراً.