كان من المدهش لقراء الخطاب أن يقرءوا عبارة لم يتقدم القتلة في (11 أيلول) بأي طلب خاص، وبهذا المعنى كان الهدف من الجريمة هو الجريمة نفسها
إن هذا بلا ريب اتهام صريح لعقول الملايين من البشر في كل أنحاء العالم، الذين سمعوا ورأوا قادة هؤلاء المتهمين يتحدثون عن مأساة الشعب الفلسطيني، وجرائم أمريكا في العراق وغيره ويربطون بين أمن أمريكا وأمن الفلسطينيين، وظهر أثر هذا الربط في شواهد هائلة تفوق الحصر:
في تصريحات زعماء العالم، ومسئولي الأمم المتحدة، في تقريرات الإعلاميين العالميين، في استفتاءات الرأي العام الأمريكي التي وصلت نسبة المطالبين بحل قضية فلسطين في أحدها إلى (68%) من الأمريكيين، بل في تصريحات المسئوولين الأمريكيين أنفسهم بوش، باول، رامسفيلد المتحدثة عن حل المشكلة وإقامة دولة فلسطينية، وعن الاهتمام بتحسين أوضاع العالم الإسلامي السياسية والاقتصادية التي ينسب سوءها إلى السياسة الأمريكية، حتى إن رفض بوش المتكرر للربط بين القضيتين إنما هو رد على ذلك المطلب الواضح الذي سمعه العالم وتفهمه أكثر زعمائه وليس الاتحاد الأوروبي إلا مثالاً واحداً لذلك.
فلماذا إذن اللجوء إلى المغالطة ومحاولة التقاط الدوافع - كما عبروا - وإنكار المطلب؟
إن العبارات التالية لتلك العبارة قدمت لنا الجواب.
إن إثارة الغبار حول المطلب ما هي إلا ذريعة للقول بأن المهاجمين استهدفوا أمريكا؛ لأنها حرة وديمقراطية -أي كما عبر الرئيس الأمريكي من أول وهلة وأعاده مراراً- ومن هنا يأسى القارئ لموقف هؤلاء المثقفين! ويتذكر موقف علماء الأحياء السوفيت الذين أرغموا على تحويل بحوثهم كلها لخدمة العقيدة الماركسية عن الخَلْق والوجود، لكن هؤلاء كانوا مكرهين على ذلك، أما الستون فهم يتطوعون بالمغالطة لتصحيح كلام رئيسهم!
ولكي لا يكون هذا تحاملاً نسألهم سؤالاً واحداً :
لماذا خلا الخطاب من ذكر القضية الفلسطينية، وهي أساس المشكلة الحالية وشاغلة العالم كله وأمريكا خاصة؟!
لنستمع إلى الوجه الآخر لـ أمريكا؛ الوجه الذي يعترف بالحقيقة ويواجهها، ويقترح الحلول التي تحقق مصلحة أمريكا -لا مصلحة المسلمين أو الفلسطينيين- فما لم يعرف الأمريكيون سبب الكارثة فلن يصلوا إلى حل صحيح أبداً، ذلك الوجه عبر عنه المحلل السياسي ديفيد هيوم، وهو مرشح سابق للرئاسة وعضو سابق في مجلس النواب عن ولاية لويزيانا في مقال طويل نقتطف منه ما يدل على المطلوب -مع العلم بأن الرجل لا يمكن اتهامه بمحبة العرب ولا نوافقه نحن على اتجاهه المعروف:
  1. لماذا هوجمت أمريكا

  2. تعليقات (ديوك) على الأحداث

  3. مشكلتكم مع من؟

  4. تناقض الخطاب الستيني

  5. الخـاتمـة