الحادية عشرة: قد تكون هناك قرائن تدل على ضلوع بعض الشباب المنتمين إلى هذا البلد فيما حدث، ولكن لا قرينة ولا شبهة في أن الخطة وتداعيات الحدث أكبر مما تتصوره عقول هؤلاء الفتية الأحداث الذين لم يغادر كثير منهم البلاد إلا منذ أشهر، ومن هنا فإن الخطب الرنانة والمقالات والتحقيقات الواسعة في بلادنا عن الحادث التي توحي بأن التهم حقيقية، وأن التبعات مقصودة، وتصوِّر هؤلاء الفتية وكأنهم شياطين مردوا على الشر لا غاية لهم إلا تدمير السلام العالمي والبطش بالأبرياء... هي مجافاة لمنطق العدل ومنطق الدفاع عن البلد وأبنائه، وإساءة بالغة لمشاعر أهلهم وقبائلهم، وهي منافية بوضوح لتصريحات المسئولين التي لم تزد على وصف هؤلاء بأنهم ضحايا تغرير، فهكذا كان تصريح وزير الداخلية -وهو أكثر الناس متابعة لهؤلاء وأعرفهم بدوافعهم- وقد تحدث الإعلام في الغرب عن سذاجة هؤلاء مقابل دهاء شبكة الغربيين الذين فجروا في الرياض والخبر -وهناك من ربط بين الأمرين - أفلا يسع كتابنا وخطباءنا الذين لم يصدر عنهم شيء عما وقع في بلادهم مما لم تنكشف أبعاده ولم تُستكمَل حلقاته، أن يسكتوا أيضاً عما وقع هناك؟ أو يقفوا عند حدود تصريحات المسؤولين الذين يحسبون الحساب لما يقولون، ولا يجازفوا بالعبارات الإنشائية في مواقف شديدة الحساسية.
الحقيقة أن الإعلام المصري أفضل موقفاً في هذه المرة مع أنه كان أكثر شيء عداوة وظلماً وتشهيراً، ولكن لكل موقف حسابه.