المادة    
قال المصنف رحمه الله تعالى: [وذهب طائفة من أهل الكلام إلى أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه، محيط بالعالم من كل جهة] وهذا هو الاحتمال الذي ذكره شيخ الإسلام في الرسالة العرشية .
وقال المصنف: [وربما سموه الفلك الأطلس] أي: (المحيط العام)، ويقال: إن أطلس عند اليونان هو إله الكون المحيط به، أو حامل الكون، أو ما أشبه ذلك، ولهذا تسمى الكتب التي تتحدث عن الجغرافيا (أطلس).
قال: [والفلك التاسع]، وهذا عند الذين يريدون أن يوفقوا بين الشرع وبين الفلسفة، قالوا: السماوات السبع هي الأفلاك السبعة، والكرسي الفلك الثامن، والعرش هو الفلك التاسع، هكذا خيلت لهم عقولهم السقيمة.
يقول رحمه الله: [وهذا ليس بصحيح؛ لأنه قد ثبت في الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة] وشيخ الإسلام رحمه الله أجاب عن افتراض أن العرش فلك مستدير يحيط بجميع المخلوقات، وقال: وعلى هذا الفرض فلا تنافي بين هذا وبين علو الله عز وجل وأن أقرب جهة يدعى بها الله تعالى هي جهة العلو، وهذا على فرض أنه كذلك.
والواقع أنه ليس فلكاً مستديراً ثم يقول: [لأنه قد ثبت في الشرع أن له قوائم] كما في حديث موسى عليه السلام.
ثم قال: (تحمله الملائكة): أي أن الملائكة تحمل قوائمه كما جاء في صريح القرآن: ((الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ))[غافر:7].
كما قال صلى الله عليه وسلم: {فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور} فهذا الحديث يدل على أن العرش مخلوق حقيقي وأن له قوائم.
إذاً: ليس فلكاً مستديراً كما تصوره أولئك.
  1. العرش في اللغة

  2. شرح أبيات أمية بن أبي الصلت عن العرش

  3. شرح أبيات ابن رواحة عن العرش

  4. وصف حملة العرش

  5. الرد على من أول العرش

  6. حقيقة الخلاف مع مؤولة العرش