المرفقات

  1.  مقدمة في تطور الفكر...    

الحمد لله الرحمن، الذي علمنا القرآن، وفضلنا بالإيمان، ورضي لنا ديناً هو خير الأديان، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله سيد ولد آدم؛ نبي الرحمة ونبي الملحمة محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعــد:
فإن الله تعالى قدر أن يكون لهذه القارة الصغيرة ذات البيئة القاسية أوروبا أثر كبير في تاريخ الجماعة البشرية كلها، وأن تتولى قيادة ركب الغواية في صراعه الأبدي مع ركب الإيمان، الذي قدر الله أن يكون معتصمه بلاد التين والزيتون وطور سينين والبلد الأمين.
والاستكبار على الله والشرود عن دينه الذي بلغت به المجتمعات الغربية المعاصرة غايته لم يأت عرضاً، وإنما هو وليد قرون من الصراع والتخبط ثم الجموح والتمرد، فقد كان منبت الحضارة الأوروبية من القاع الذي اجتمعت فيه رواسب الحضارات الجاهلية البائدة (سومرية، آشورية، فرعونية، إغريقية، رومانية)، وبعد تصفية كل تلك الحضارات من آثار النبوة وبقايا الرسالات؛ حيث استبعدت أو طمست أية إشارة إلى توحيد الله -عز وجل- وإلى رسله الكرام وكتبه المنـزلة، ونفض الغبار عن الأوثان القديمة وشرك القرون الأولى، ونُقِّب عما طمره الدهر من أساطير وأصنام وضلالات وجهالات.