المادة    
للعرش قوائم سبق ذكرها في الحديث الصحيح، حديث الشفاعة العظمى وفيه: {فأقوم فإذا موسى آخذ بقوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أو جوزي بصعقته}.
والعرش سبق أن قلنا: إنه مخلوق على الحقيقة، ويدل على ذلك أنه سقف للجنة، وهذا الكلام ذكره المصنف هنا، وذكره أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية كما ذكرنا.
  1. الكلام على حديث الأطيط

    وأما شكله، وهل العرش كالقبة أم هو مستدير؟ وهذا سبق أن تعرضنا له عند شرح حديث الأطيط وقد ذكره المصنف هنا حيث قال: [وروى أبو داود وغيره بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث الأطيط -الذي أوله قول الأعرابي : {إنا نستشفع بك على الله ونستشفع على الله بك} أنه صلى الله عليه وسلم قال: {إن عرشه على سماواته لهكذا وقال بأصابعه مثل: القبة} الحديث].
    هذا الحديث -حديث الأطيط- قلنا: إن شيخ الإسلام رحمه الله أشار إلى ضعفه، ولكنه قال: لو ثبت فلا إشكال في إثبات علو الله تعالى، ولكنه لم يصح على أية حال، والحافظ الذهبي رحمه الله ذكر أنه لم يصح، وذكر رواية أبي موسى وفيه: [[الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل]] أخرجه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات (2/297).
  2. الأطيط ليس صفة من صفات الله

    قال الذهبي: "وليس للأطيط مدخل في الصفات أبداً"، يعني: ليس الأطيط من صفات الله تعالى أصلاً، قال: "بل هو كاهتزاز العرش لموت سعد، وكتفطر السماء يوم القيامة".
    أي: هذا فعل يقع في المخلوقات وليس من صفات الله تعالى ويقول: "ومعاذ الله أن نجعله صفة لله عز وجل" ثم عقب بهذه الجملة فقال: "ولفظ الأطيط لم يأت من نص ثابت" فكلام الذهبي يؤكد كلام ابن الجوزي رحمه الله في العلل المتناهية، وما ذكره ابن عساكر في رسالته في بيان ضعف حديث الأطيط، وما ذكره غيره من العلماء في هذا الشأن، وخلاصته أن حديث الأطيط ضعيف وإن صح حديث الأطيط فهو ليس من صفات الله، وإنما صفة للعرش.
    ثم ذكر المصنف بعد ذلك الحديث الصحيح فقال: [وفي صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، وفوقه عرش الرحمن} ويروى (وفوقه) بالنصب على الظرفية، وبالرفع على الابتداء، أي: وسقفه] تعرب كلمة (فوقه) في الحديث ظرفاً، والظرف دائماً منصوب، والتقدير: عرش الرحمن فوقه. (عرش): مبتدأ، (فوق): ظرف، وهو متعلق بمحذوف خبر مقدم، تقديره: كائن أو موجود، وعلى رواية الرفع يكون قوله: (وفوقه عرش الرحمن) مبتدأً وخبراً.