الهدف الرابع: أن تضيع التربية الإسلامية الصحيحة، وأن تفتقر الأجيال إلى هذه التربية: إن الله سبحانه وتعالى قد شرع لنا الخير كله، وفيما أنزله لنا الخير والهدى والصلاح في أمور ديننا ودنيانا جميعاً، ولكن هؤلاء يريدون أن تتمرد المرأة المسلمة على ذلك كله، فالله تبارك وتعالى شرع لنا الرضاع -كمثال- وشرع لنا تربية الأبناء على طاعة الله سبحانه وتعالى. وجاء أولئك فقالوا: لا ينبغي للمرأة -إذا أرادت أن تحافظ على رشاقتها- أن ترضع، وروجوا للكثير من الوسائل التي تدر عليهم الأموال الطائلة، وقالوا: ينبغي للمرأة ألا ترضع الطفل، لكي تحافظ على رشاقتها، ولكي تنطلق إلى ميدان العمل فتحل محلها المربية البوذية، والوثنية والنصرانية، أو الجاهلة التي لا تدري شيئاً، ولن تربي الطفل كالأم بأي حال من الأحوال، وهذه المربية تأخذ من مرتب الأم ما تشتري به الحليب لتطعم به الطفل، فيحرم الطفل من حنان الأمومة، ويحرم من الغذاء الطبيعي، وأعظم من ذلك يحرم من الحياة الطبيعية.. من بسمة الأم.. من حنان الأم.. من عطف الأم.. فكيف سينشأ ذلك الطفل؟ سينشأ مجرماً، وينشأ حاقداً -إلا من رحم الله- وينشأ ولديه حب الانتقام والغضب من هذا المجتمع ومن هذه الحياة التي عاشها؛ لأنه فقد الحنان وفقد العطف وفقد الرقة التي يفتقر إليها الطفل في مثل هذه السن، وربته تلك المربية على ما ربته عليه من أخلاق دخيلة، وعقائد مشبوهة.