السؤال: ذكرت في معرض كلامك
جمال الدين الأفغاني و
محمد عبده، وقد كثر الكلام حول المذكورين، فما رأيك فيهما من ناحية عقيدتهما؟ وهل لهما جهود في خدمة الإسلام أم لا؟
الجواب: على كل حال نحن لا يهمنا الأشخاص بأعيانهم، فقد قدموا على ربهم وأفضوا إلى ما قدموا، ولكن عندما نتعرض إلى أي أثر سيئ لأي شخص فلا يجوز أن نكتمه مراعاة لذلك الشخص؛ لأن الحق عندنا فوق الرجال، ومن هنا قد نتعرض لسيرة بعض الناس بل لابد أن نبينه.
أما
الأفغاني فهو رجل رافضي تلبس بلباس السنة، وسمى نفسه
الأفغاني رغم أنه إيراني الأصل، وهو رجل باطني يقول بوحدة الأديان، كما أنه عميل للسياسة الإنجليزية، وتلقن علومه في بلاطات ملوك
أوروبا، فهو رجل -نستطيع أن نقول- لا صلة له بالإسلام.
وأما الشيخ
محمد عبده فإن لديه مواقف يُعرف منها الغيرة على الدين، والحرص على أوضاع المسلمين، ولكن هناك جوانب صريحة وقطعية في سيرته تدل على خلل في عقيدته، منها أنه تعلم اللغة الفرنسية ليعرف القوانين الفرنسية، ثم جاء بهذه القوانين الفرنسية وأقامها وطبقها بنفسه في
مصر يوم أن كان رئيساً لمحكمة النقض ومفتياً للبلاد، وكان من دعاة خروج المرأة وسفورها، هذا لا شك فيه، وكان أيضاً في عقيدته أقرب إلى منهج
المعتزلة وفي بعض الأمور إلى منهج
الفلاسفة، ومن ذلك أنه يرجح أن البعث لا يكون بعثاً جسدياً، وإنما بعث وحشر روحي، وهذا ما حققه المحققون في دراستهم لتعليقه على
الحاشية العضدية، وغير ذلك من الضلالات التي نسأل الله العفو والعافية.
وعلى أي حال: إذا تعرضنا لأي أمر من أمور الدين والعقيدة، فلا مجاملة لأحد كائناً من كان، ولا ننظر إلى البشر، وإنما نراقب الخالق سبحانه وتعالى.