حكم انشغال المرأة بالتدريس عن تربية أبنائها
السؤال: ما حكم خروج المرأة للعمل في حقل التدريس، تاركةً أبناءها في تلك الفترة مع الخادمة، مع أن خروجها للعمل المقصد منه تعليم الفتيات أمور دينهن وتوعيتهن، فهي لا تجد طريقاً للدعوة إلى الله أهم من هذا؟
الجواب: إن الوضع إذا لم يبن من أساسه على الحكم الصحيح فلابد أن تحدث مشكلات، وحينئذ قد تعالج جزئياً بحلول صحيحة، لكن لا يمكن أن تعالج كلياً إلا بأن يرجع الأمر من أصله إلى وضعه الشرعي الصحيح، فحين تخرج المرأة من بيتها ولو بغرض التعليم العام، ولتعلم بنات أو أولاد الآخرين -إن كان مثلاً في حضانة أو تمهيدي- وتترك أطفالها، فهذا ليس هو الوضع الشرعي الصحيح، هذه امرأة ذات مهنة وذات حرفة، لكن لو أن ذلك حدث في حالات فردية؛ كأن تكون امرأة لا عائل لأبنائها؛ فخرجت عند ذلك لتعلم صبايا وصبيان الآخرين لتعول أبناءها فلا بأس، لكن أن يصبح ذلك نظام الأمة فهذا ليس هو الأصل في ديننا.
ثم بعد ذلك نبحث عن حلول قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، لكن في ظل هذا الواقع فإننا ندعو هذه الأخت إلى أن تتقي الله ما استطاعت، وأن تبذل جهدها في الدعوة إلى الله، وأن يكون خروجها فعلاً للدعوة إلى الله، وأن تبذل النصح لهؤلاء البنات اللاتي يتعلمن منها.
ثم في نفس الوقت {كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول} فهذه المرأة مسئولة في بيت زوجها كما صرح بذلك صلى الله عليه وسلم، وأطفالها هم المسئولية الأولى، ويجب أن تحرص عليهم فتعطيهم من وقتها -وإن كان في ذلك مشقة- ما تعلمهم به أمور دينهم، وتحرص على أن تكون المربية غير متبرجة ولا فاسقة، أما الكافرة فلا يجوز أصلاً أن تستقدم إلى بلاد المسلمين، فلابد أن تكون مربيةً مهذبة فاضلة، وإن كانت هذه المربية هي جدة الأطفال فذلك هو الأفضل والأولى، سواء أكانت جدتهم من جهة الأم أو الأب، المهم أن على المرأة أن تتقي الله وتضع الضوابط المناسبة لذلك، وكل إنسان أدرى بوضعه وببيته، حتى لا تضيع المرأة أبناءها في حين أنها تريد نفع أبناء الآخرين.