ثم بعد ذلك لما قامت الثورة المصرية وتحولت مصر إلى دولة اشتراكية -كما هو حال كثير من دول العالم الإسلامي أنذاك- أخذ الأمر بعداً أعظم من ذلك، وأصبحت المسألة مسألة حرب سافرة على الإسلام والمسلمين، حتى خلت الجامعة من كل محجبة، وفرض على المرأة المسلمة -شاءت أم أبت- أن تكون أوروبية غربيةً بمعنى الكلمة، وكبت صوت الحق وقد كان يقاوم هذه الصرخات والدعوات.
ولا يخفى على المتتبع ما حصل بعد ذلك من هزيمة منكرة حلت بأولئك المجرمين في عام (1967م) وما نتج عنها من عودة إلى الدين في صفوف الشباب، وعودة الحجاب من جديد إلى الجامعة، حتى صارت -هذه المرة- الدعوة إلى الحجاب دعوةً إسلاميةً سلفية، تدعو إلى التمسك بالحجاب؛ لأنه من عند الله، لا لمجرد أنه من العادات.
وهنا تعالى الصراخ وما يزال إلى اليوم يتعالى، وتحدث الدكتور زكي نجيب محمود قائلاً: ما هذه الردة -سماها ردة -‍التي وقعت فيها المرأة في مصر؟! بعد أن تحررت وانطلقت ترتد الآن للحجاب؟!
وكتبت أمينة السعيد عدة كتابات بهذا الخصوص، وما تزال الصحف ووسائل الأعلام التي يملكها هؤلاء تكتب عن هذه الظاهرة إلى الآن.
والعجيب أن يقع في فخاخ أولئك أيضاً دعاة وكتاب ومفكرون يقولون: كيف تتحجب المرأة؟! كيف تغطي وجهها؟! كيف ترجع إلى ما كانت عليه من عادات فارسية وتركية ليست من الدين في شيء؟!
واتسع نطاق المؤامرة، ولا يهمنا من هذا العرض التاريخي إلا أن ندرك -من خلال تسلسل هذه المشاهد والفصول- المخطط العام لهذه القضية المهمة.