السؤال: ذكرت أن الحل هو التقوى والصبر؛ وما كان يفعله ذلك القائد الفذ صورةٌ حية، ولكن يختلف الوضع في العالم الإسلامي الآن، فهناك قادةٌ وحكام يحاربون السنة في دولهم، وهم من مصدر قوة، فكيف يكون الجهاد وهم يقومون بقمع كل نهضة، كما هو حاصل الآن؟
الشيخ: الوضع هو هو، فإن :
نور الدين لم يظهر فجأة،
نور الدين ظهر بعد أمد، بعد أن ظهر الذين باعوا الأرض،
الرافضة العبيديون -كما ذكرنا- وغيرهم، الذين سلموا البلاد والعباد للصليبيين ولغيرهم، لكن عندما قامت الدعوة، وتحركت الأمة وقام العلماء والخطباء والدعاة في المساجد وفي كل مكان، وُجد الجيل التالي الذي كان منه
عماد الدين و
نور الدين، فإذا قامت الدعوة فلا بد أن تتحمل كل ما ستلقاه، نعم سيوجد من يقاومها، لكن يهيئ الله لها أيضاً من ينصرها، وهو على ذلك قدير، وتبدأ المعركة في أول الأمر صعبة وشاقة، وقد تهزم، ولكن في النهاية سيكون النصر لهذا الجيل بإذن الله الذي يألف التضحية ويألف الجهاد، ويرفع راية السنة وهو واثق بنصر الله سبحانه وتعالى، وستكون العاقبة له، أما الواقع الآن فمثله مثل أي واقع، سيذهب، وكل أعداء الله سيضمحلون، وكل ما كان لله يبقى، ومن كان على تقوى الله فسيبقى، وهذه سنة الله تعالى في جميع الأوقات والعصور.
في زمن
عبد الناصر كنا نقرأ ونسمع كيف كانت أوضاع المسلمين في السجون، وكانت توزع كتيبات كثيرة تتحدث عما يُفعل بالدعاة في
مصر، وكنا نقول: متى يأتي اليوم الذي تتخلص فيه الأمة من
جمال عبد الناصر؟ ونترقب هلاكه، حتى إنه لما مات أذكر أن بعض الطلاب سجد وظل ساجداً لله شكراً، ولما رفع رأسه كان وجهه كله أحمر، كأنه غير مصدق أن
عبد الناصر سيموت، وبعد أن أهلكه الله بفترة، إذا به يذم ويلعن في المنابر التي كان ينفق عليها ويؤسسها.
أقول: نحن لا ننظر للتاريخ ولا نعتبر، فإن سنتين أو ثلاث أو عشر أو عشرين سنة ليست شيئاً في حساب الدعوات والأمم، بعد عشر سنوات من الآن سيكون كثير من هؤلاء المجرمين قد ذهبوا، وقضى الله تعالى عليهم بأي شكلٍ من الأشكال، كما قضى على
أتاتورك و
عبد الناصر و
تيتو و
استالين و
هتلر وغيرهم، ولكن دينه سيبقى بإذن الله.