المذيع: على مر التاريخ كيف كان دور المنافقين في الهجمة على الإسلام، هو سأل ولكن من جهة أخرى، وسؤاله جميل، هم كيف استقبلوا هذا الغزو؟ وربما يكون أكثر تساؤلاً منا في سؤاله.
الشيخ: يكفينا أن الله تبارك وتعالى قال: ((هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ))[المنافقون:4] أي: كأنه لا عدو غيرهم، مع أن الأعداء والعداوات كثيرة، حتى هؤلاء أنا أعتقد بعد أن كشفت لا أقول: أمريكا كأمة أو كحضارة، بل أقول: اليمين المتطرف الذي كشف القناع عن حقيقة وزيف الشعارات التي تشدق بها زمناً طويلاً، وبعد أن أصبح يستهدف هذه الأمة مباشرة في دينها ووجودها وقيمها وأرضها وثرواتها وكل شيء، ما الذي يريد هذا الليبرالي الذي يقول أنا ليبرالي؟ بماذا يطالب؟
فلتأت بمشروع من داخل تاريخ الأمة وواقعها واعرضه على الأمة، أما أن يفرض علينا أي مشروع من خارج هذه الأمة فهو مرفوض، نعم الحكمة ضالة المؤمن، هو يأخذها، لا تفرض عليه، أما عدو يريد أن يفرض علينا شعارات أو أفكاراً معينة وهدماً كاملاً لديننا، ومسخاً لحقيقة إيماننا ووجودنا وشرعيتنا وكل شيء، ثم يأتي من يقول: ولم لا ندعهم يقدمون لنا الديمقراطية؟ حقيقة أنا أعتقد أن هذا صوت شاذ يجب أن يسكت، لا أعني بالقوة فقط، وإن كان هذا أيضاً مما يؤدب به بعضهم، ولكن يجب أن الأمة كلها ترفضه بصوت واحد، وأنا أبشركم أيضاً أن هذا في الحقيقة ولله الحمد، لا يوجد شعب مسلم فضلاً عن هذه البلاد الطيبة والحمد لله يمكن أن يقبل هذا الصوت بعد اليوم، لكنهم لا يعقلون، ومع الأسف أن هناك من يفتح لهم المجال إما في قناة إعلامية أو في صحافة أو شيء، وهذا لا يجوز بأي حال من الأحوال، فالأمة تريد أن تفيق وأن تستيقظ وتنهض من سباتها، وتقاوم عدوها، ثم يأتي من يقول: إن هؤلاء يقدمون لنا ذلك، مثل شعار الليبرالية أو الديمقراطية أو أي شعار..
المذيع: يمكن أن نقول يا شيخ: إن بعد هذه الأزمة انكشف كل شيء، فإما إسلام صريح واضح، أو غربي صريح واضح؟
الشيخ: نعم. هذا ما يقوله كثير من المحللين، وليس بعد هزيمة الأفكار البعثية هزيمة، فماذا بقي من الشعارات؟ شعارات احترقت وبليت، وكان يجب ألا تدخل وألا نُخدع بها، أما وقد حدث ما حدث، وكشف هؤلاء عن عداوتهم وبغضهم، فتحقق فيهم قول الله تبارك وتعالى: ((قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ))[آل عمران:118] هذا المتكلم، أما العامل منهم فها نحن قد رأينا أفعالهم، رأينا كل ما يناقض ما يدعونه من شعارات.
يعني أنا أقول: إن هؤلاء لن يجدوا لهم إن شاء الله موضع قدم بعد اليوم، وأنا في الحقيقة أقول: من أهم القضايا التي يجب أن نتنبه لها أننا لو تأملنا العدوان كيف دخل إلى أي بلد لوجدنا لم يأت وحده منفرداً، بل دخل عن طريق هذا العدو، ليبرالياً كان أو فئة ضالة أو منحرفة، أو معارضة أو كذا أو كذا، ولذلك يجب أن نقضي على الأسباب التي تؤدي إلى أن يجد العدو موضع قدم، يجب أن نحول دونه ودون أن يجد له من بيننا من يستخدمه، وهذا يتحقق بالعدل والعلم، وبالحوار، وبقبول الآخر وتفهم ما لديه مهما يكن الخلاف معه، فما دام داخل إطار مجتمعنا وفي حدود أننا نعلم أن هذا العدو لا يفرط وهو خطر على الطرفين، لكن نحن فيما بيننا لو امتد حوارنا ما شاء الله فلا إشكال، ولدينا المرجع الذي لا شك فيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه الخلفاء الراشدون، ومنهج السلف الصالح واضح.