المذيع: الحملة العالمية لمقاومة العدوان قلتم: إن من أهداف هذه الحملة مقاومة العدوان سلمياً، هل برأيك أن العدوان يقاوم سلمياً، العدوان أنتم أسميتموه عدواناً، والعدوان لا يرد إلا بقتال، يعني هناك من يرى أنكم استبدلتم ذروة سنام الإسلام وهو فريضة الجهاد بخطب توعية؟
الشيخ: الحقيقة أننا عندما ننظر إلى حقيقة الإسلام من ناحية ومعنى الجهاد من ناحية أخرى، ومعنى العدوان من ناحية أخرى تكتمل الصورة لدينا، العدوان هنا شامل، يستهدف مناهجنا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. يستهدف المرأة المسلمة والعفة والفضيلة والطهارة، فهذه لها بابها الذي هو ليس القتال، العدوان أيضاً يستهدف مسخ القيم الإسلامية والهوية الإسلامية، والحرب النفسية المركزة العنيفة التي تفقد المؤمن الثقة بالله، والثقة في مستقبله، وتجعله يذوب في عدوه ويفنى في حضارته عن نفسه، وهذه أيضاً لها جانب، وهي الحرب عن طريق تقوية الإيمان، والنهوض بالهمم الإيمانية والإسلامية، وبيان أن الأمة ولله الحمد هي الغالبة والمنتصرة كما وعد الله وكما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهكذا الإعلام، وأنت تعلم أهمية الإعلام، وأن الحرب الأخيرة على العراق هي حرب إعلامية أكثر منها أي شيء آخر، فالإعلام أيضاً دور مهم وجانب مهم .. جانب القانون والمقاضاة والمحاكمات جانب مهم، وهكذا نحن في حدود ما نستطيع ولا يمكن أن ننسى أن الجهاد ذروة سنام الإسلام أبداً، لكن الجهاد له شروطه وأماكنه ومفهومه الصحيح، الذي لو -لا قدر الله- فُهم خطأ فمعاده ربما عاد علينا نحن بالمشكلة والكارثة.
فالقضية ليست بالدعاوى، بل القضية بالحقائق، وحقيقة الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى راية واجتماع وقيادة، وهذا هو شأن الأمة عندما تكون لها خلافة راشدة، وعندما يكون لها قيادة من أهل الحل والعقد، وتجمع بكليتها لتقاوم عدواً، أو مثل المقاومات الجزئية الموجودة الآن في العالم الإسلامي، هناك مقاومات جهادية على الثغور.
والمجاهد الحقيقي -يا أخي الكريم- هو المرابط على الثغر يدافع عن دينه ويحمي عرضه وبلده، ويقاوم المحتل الصليبي كائناً من كان، ليس الذي يتكلم ويتحدث ويكتب مقالاً باسم مستعار، ليس هذا هو الجهاد الحقيقي الذي نريده، وهذا لن يقدم للأمة أي شيء، لكن نحن ولله الحمد نقول: الخطوة الأولى هي الاجتماع على بيان حقيقة هذا العدوان وإيضاح حقائق الإسلام.
ثم الخطوة الثانية وقد تكون بعد جيل أو جيلين إن شاء الله -والله أعلم لا ندري- تكون بتوحد الأمة واجتماع كلمتها ككيانات وحكومات، وينشأ من ذلك أهل الحل والعقد، وتتشكل الراية، وينطلق الجهاد الذي لا بد أن يقع، والذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم سواء في أرض الشام أو في غيرها، لكن هذا علمه عند الله، ولا نملك نحن تحقيق ذلك.