السؤال: إني أحبك في الله، ما هي الطرق المناسبة لمفارقة رفقاء السوء؟ وما هي طريقة التعامل معهم؟ جزاك الله خيراً.
الجواب: عملين: كيف يفارقهم؟ وكيف يتعامل معهم؟ أما مفارقتهم فما أسهلها والحمد لله.
وإن كنت قد أوحشتك الذنوب            فدعها متى شئت واستأنف
يا أخي! الأنس مع الإخوان الطيبين .. مع هذه الوجوه الطيبة، الأنس موجود والحمد لله، البديل الآن موجود، دعهم واتِ إلى البديل وانتهى موضوع كيف أفارقهم.
أما كيف يدعوهم؟ لا ينبغي لك إذا أنعم الله عليك بنعمة أن تنسى أنه تبارك وتعالى قال: ((كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ))[النساء:94] احرص واجتهد أن تدعوهم، وحاول بقدر الإمكان، أنا لا أرى لشخص اهتدى أن يهجر من كان معه من زملاء وأقارب هجراً كلياً، ولا سيما إن كان يربطه بهم علاقة العمل أو الدراسة، أو القرابة، بل اجعل هناك علاقة، وقل لهم: تعالوا يا إخوان... نحن والله نحب الهداية لليهود والنصارى، فكيف بإخواننا في بلد الإسلام، فاجتهد أن تدعو، وحاول إذا دخلت إلى محضن تربوي، أو إذا كانت لك علاقة بداعية أو بشيخ بحلقة علم، فخذ من هذا وأعط ذاك، الشريط والكتيب والنصيحة والهدية والزيارة، واعلم أنك أعرف الناس بهؤلاء الذين كنت معهم، كثير من الناس يأتيني فيقول: ما هو رأيك؟ فأقول له كلاماً عاماً، أنا عندي كلام عام فقط، لكنه يعرفهم جداً.
وأذكر لكم مثالاً: شخص من الناس كان على منكر كبير جداً وواضح جداً -والآن اهتدى والحمد لله، ولكن أذكر لكم كيف- وقد وُعظ أو كُتب له، وذُكر ونُصح، لكن لم ينفع معه، كان لديه مشكلة بسيطة جداً لا يعرفها إلا أناس قلة، وهو أنه كان لديه الذي يسمونه خوف الطيران، فأول ما يركب الطائرة وتقلع يخاف، فشخص عرف أن عنده هذه المشكلة فذهب وقال له: الموت والخروج من الدنيا وكذا.. فذكره بالخوف الذي يأتيه في الطائرة، فكان مفتاحاً لهدايته وأصبح من الإخوة الطيبين والحمد لله.
لكل شخص ثغرة، فلان تعرف عنه شيئاً، فحاول من خلال معرفتك به أن تدعوه إلى الله تبارك وتعالى.
نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بذلك، إنه على كل شيء قدير.