خطورة الكبائر القلبية
السؤال: فضيلة الشيخ! هل يحاسب المسلم على الخطرات القلبية مثل الاحتقار والحسد دون أن يتكلم بها؟
الجواب: المشكلة أعمال القلوب، الخطر الكبير والكبائر التي من أعمال القلوب، هي أخطر بكثير، وقد يظن البعض أن المسألة بالعكس، لا يا أخي الكريم، اسمع مثالاً على ذلك:
الرجل الذي أتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلد مراراً فقال أحدهم: لعنه الله -أو كلمة نحوها- ما أكثر ما يجلد! ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: {إنه يحب الله ورسوله} وبعد الخمر ماذا تتوقع من الذنوب؟ إذا شربها عافانا الله وإياكم ممكن أن يفعل كل الذنوب، فهي أم الخبائث في الدنيا، لكن لأن قلبه فيه محبة لله ورسوله وغير منطوٍ على كبيرة، فهذه الكبيرة أصبحت كأنها ليست بذات الخطورة التي يرتكبها من ينطوي قلبه على كبائره.
القضية هي قضية القلوب .. الحسد، وحمل الغل على المسلمين هو أخطر من بعض الذنوب التي يراها الشباب ذنباً خطيراً، فمثلاً: أن يقتل نفساً أو يفعل الفاحشة يراها خطيرة جداً، وربما البعض لو فعلها يصاب بحالة من المرض والإحباط، والشيء الذي قد لا يتخيل، لكنه قد يغل ويحقد على أخيه وزميله أو شيخه ولا يرى ذلك خطراً، وهذا هو الخطر في الحقيقة.
يجب أن نترك الكبائر: ((وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ))[الأنعام:120] يترك الظاهر والباطن من هذه الذنوب، ولـابن القيم رحمه الله كلام عظيم في هذا، وكذلك شيخ الإسلام وأئمة الهدى من قبل، وهذا أخذوه من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي أن الكبائر القلبية أخطر، ثم لاحظوا أن القلب إذا انطوى على شيء من هذا فلا بد أن يظهر أثره، يقول شخص: هذا في قلبي لا أظهره! لا، لا بد أن يظهر أثر ذلك على الجوارح واللسان، واليد في التعامل، لا بد أن يظهر، فلنجتهد على أن ننظف قلوبنا.
وأود أن أذكركم بحديث الرجل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: {رجل من أهل الجنة}.