السؤال: هلا ذكرت لنا مواقف عن الأخوة من الصحابة والتابعين؟
الجواب: المواقف كثيرة جداً ولا تخفى عليكم، لكن نأتي بالمثال الواضح الذي يذكره كتاب الله تبارك وتعالى في سياق واحد، وهو: المهاجرون والأنصار، كيف كانت الأخوة بين المهاجرين والأنصار؟ يأتي المهاجر ويترك ماله وكل ما يملك في مكة، ويدعه لله، ويشري نفسه ابتغاء مرضات الله، ويأتي إلى المدينة فيجد أخاه هناك يستقبله بكل محبة، ويريد أن يشركه في كل شيء، البيت والمزرعة وكل شيء إلى حد أن يقول: ولديّ زوجتان فاختر إحداهما أطلقها ثم تزوجها، فهذا شيء خيالي.
الاشتراكية قتلت ثمانين مليوناً من البشر من أجل إقامة أنظمة اجتماعية تحقق العدالة والأخوة، ولكنها سقطت، ولم تنجح، ولكن هذا الإسلام العظيم وتربية النبي صلى الله عليه وسلم جعلت هؤلاء جميعاً يعيشون هذه الأخوة، والنبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة عبر عن هذا كناحية قانونية إلزامية إجبارية حين قال: {المسلمون يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم} أدنى واحد من المسلمين لو أجار أكبر واحد من الكافرين قبل جواره.
ليس عندنا قاعدة: والله لا يجير الزعماء إلا الزعماء، عندنا تعميق عظيم عجيب لمفهوم الأخوة، حتى الذين دخلوا من الأعراب أخيراً أصبح يشعر بأنه مثل أبي بكر وعمر في أمر خطير جداً وهو الإجارة، ومعروف أن الذمة والإجارة عند العرب لها أهميتها، خاصة أن المعارك لا تزال مستمرة.
الأمثلة كثيرة جداً .. كانوا هكذا، بين الزوجين.. بين الأخوين.. بين الجارين.. مع الأحبة، وليس معنى هذا أنهم لم يختلفوا! لا، يمكن أن يختلفوا، ويتنازعوا، لكن الضابط الجامع لهم أنهم لا يخرجون عن حدود الله تبارك وتعالى، وسرعان ما يفيئون إلى أمر الله كلما اقتضى الأمر ذلك.