السؤال: كيف نجمع بين قولنا: إنه لا يزال ينقصنا قدر كاف من التربية، وبين أن المواجهة يجب أن تكون من جميع أصناف الأمة؟
الجواب: أنا قلت: نجمع الأمة كلها للمواجهة، وأثناء ذلك نربيها، وهذا الجمع هو من التربية، لاحظ أنك لا تستطيع أن تجمع كل شخص لمعاداة اليهود والنصارى، لكن هذا الذي فيه الخير الذي يأتي إلى المسجد مثلاً، وعندما يكون معك في المعركة وفي المواجهة ولو في المقاطعة، فإنك تجد أن حاله قد تحسن، وهذا شيء مجرب، بعض الإخوان عندما بدأ يقاطع بعض البضائع وبعض الأشياء بدأ يحس أنه قد أصبح مع أهل الدين، وأصبح أولاده وأطفاله يقولون: الحمد لله نحن لا نشتري هذه البضائع.
لاحظ خطوة واحدة عُملت أو خطوات فأصبحت تعبر عن ولاء وبراء واعتقاد، فلما دخل ضمن دائرة الولاء والبراء معنى أن هذا تحول جيداً، فنزيد أكثر وأكثر فنقول له: يا أخ! القرآن والدعوة والاستقامة والدين.
النبي صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله وأعظم المربين توفي والناس فيهم: أبو بكر وعمر والأعراب والمنافقون وضعاف الإيمان، فنحن لا نستطيع أن نجعل الأمة كلها على مستوى نريده، لكن علينا أن نرفع هذا المستوى بقدر الإمكان، وسيظل فيها ضعاف الإيمان، وسيظل فيها المقصرون، ولكن نحاول ألا نجعلهم مع العدو.
وكما قلت وأعيد: إذا وجد العدو ثغرة وموضع قدم، دخل من قبل هؤلاء إلينا، لكن عندما يكونون معنا على ما فيهم من تقصير لا يجد العدو منفذاً، وهذا أمر مجرب ومشاهد في أفغانستان، فكان هناك التحالف الشمالي، وهناك المعارضة العراقية وغيرها لا قدر الله، وفي هذا البلد من العلمانيين والمفسدين أو الروافض أو أشكالهم.