السؤال: مع ما تمر به الأمة من أزمة ومحنة، فإن البلاد تعج بالمنكرات الظاهرة وتزداد يوماً بعد يوم؟ الجواب: هذه من أسباب ظهور الغلو عند بعض الشباب، إما في تكفير المجتمع أو تكفير الأعيان، وإما في استخدام وسائل لا تصلح ولا نقرهم عليها جميعاً، لا شك أن من أجل أن يقف الغلو يجب أولاً إيقاف الفساد، وإيقاف أسباب الغلو في هذا البلد وفي غير هذا البلد، ثم كيف نستجلب نصر الله تعالى ونحن نزداد في المعاصي والمنكرات. إن من أعظم ما يستجلب به نصر الله تعالى: التوبة والاستغفار والإنابة والرجوع إلى الله عز وجل، والضراعة والبكاء والندم على الذنوب، وتجديد العهد بالله والصلة به سبحانه وتعالى، والإنابة والإخبات، هذه من أعمال القلوب العظمى التي جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى، والتي عملها النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله، حتى ينصرنا الله عز وجل على أعدائنا هؤلاء وعلى غيرهم من الأعداء، وحتى تذهب الأمراض والآلام والهموم والغموم، فليست المشكلة فقط من العدو، بل ما من ذنب ولا شر في هذه الدنيا من نقص في الثمرات أو بلاء أو هم أو غم أو مرض إلا وأصله الذنوب والمعاصي، وترك طاعة الله تبارك وتعالى. فبقدر ما نستقيم على أمر الله يرزقنا الله تبارك وتعالى، ويمددنا بأموال وبنين، ونتوفق في اقتصادنا وحياتنا ويُبارك لنا فيما أعطانا، ويؤمنا في مجتمعنا، وينصرنا على أعدائنا، وكل خير يأتي نتيجة الاستقامة على دين الله، واتباع السنة والتزام الطاعة، وكل شر إنما يأتي من مخالفة هذه، ومهما زُين لبعض الناس أو أملي لهم أو استدرجوا من حيث لا يشعرون ببعض النعم، فوالله لا تكون عاقبة الترف والبذخ والانغماس في المعاصي إلا محق هذه النعمة وذهابها وزوالها والعياذ بالله.