جاء أكثر من سؤال عن قضية مباشرة القتال في
العراق ضد الأمريكان، ونحن يجب أن نكون واقعيين وما نعرفه أو نستطيع أن نتحدث عنه نقوله، وما لا ندركه نتوقف ونتبين الأحداث حتى تتضح، وكما قلت: المعركة مستمرة وطويلة ودائمة، لا تعتبروا الآن أن معركة
أفغانستان انتهت حتى نقول: معركة
العراق تنتهي كما يظنون في يوم أو يومين.
القضية أن عندنا غموضاً، هناك غموض في ماذا سيفعل العراقيون؟ لا نعلم بالضبط، هناك من يقول من المعارضة العراقية وغيرها، ولكن ليست المعارضة العراقية وحدها هي التي ستفرح بزوال هذا الطاغوت وهذا الاستبداد، ويستقبلون الأمريكان بالورود وكذا، لا نعلم.
والآخرون يقولون: لا. ستكون مقاومة شديدة، ولكن أيضاً لا نضمنها دائماً.
فالقضية ستبدأ حرباً جوية، كما يبدو من استشفاف الأحداث، والحرب الجوية قد تستمر فترة، وإذا طالت الحرب الأمريكية عن أسبوعين وخاصة أن
أمريكا موقفها كل يوم يتدهور، فأعتقد أن أكثر من أسبوعين سيجعل الموقف الأمريكي يبدأ ينهار، أنا أعتقد أن الجندي الأمريكي والبريطاني سوف تكون معنوياته منهارة، وقد سمعنا عن رسائل كتبوها لأهليهم يتحدثون فيها عن الانهيار النفسي الذي يعيشونه، فهذا الطرف في هذه الحالة.
لكن هل الطرف الآخر سيقاتل؟ لو صمدوا فترة فالنصر وهزيمة هؤلاء ليس صعباً، وحقيقة نقول: الفوضى التي قد تحدث لهم سياسياً وعسكرياً قد تكون خطيرة جداً، حتى إنها قد تقوض واقع الرئيس أو
الحزب الجمهوري كله في
أمريكا، وأنا أتوقع هذا إن شاء الله، لكن بصراحة لا نضمن ماذا سيفعل الطرف الآخر، هناك من يأتي يشتكي أنه يعاني من الجوع ومن المشاكل، وأنهم موعودون بأن يعطيهم الأمريكان الرفاهية و
الديمقراطية إلى آخر الكلام الذي تخدع به الشعوب أحياناً عندما تكون في حالة ضعف وجوع وقهر وكبت قد استمر سنوات طويلة.
نقول: لا شك أن الواجب الشرعي أن يقاوموا، وحينئذٍ يجب على إخواننا المسلمين أن ينصروهم كل بما يستطيع، وأبشركم أنه لو حصلت مقاومة في
العراق فلا شك أن الدائرة سوف تكون على الكفار بإذن الله، والشعوب الإسلامية سيكون فيها ما لا تتوقع، سيأتي منهم من لا يُتوقع، الشعب التركي عندما يقف ويتظاهر ويرفض أن تستخدم أراضيه هذا من أحد المبشرات.
إن كثيراً من الناس لا يدرك مشكلة
تركيا، الجيش التركي من يصلي فيه يطرد، فهو جيش صهيوني، والجيش الأمريكي نفسه يحق لك فيه أن تصلي، ولك شعائر تقيمها بحرية، لكن الجيش التركي من صلى فيه يطرد، فهم صهيونيون ويهود مرتدون أكثر من اليهود الذين في
فلسطين، وحقيقة يراد أن تكون
تركيا هي إسرائيل الثانية و
أمريكا إسرائيل الأكبر الثالثة.
فالحمد لله أن الذي حصل هو أن الشعب قام وضغط على البرلمان، والبرلمانيون فيهم إسلاميون، ولكن حتى الآن لم يوافقوا على فتح الجبهة، ولا شك أن هذا مما أضعف الموقف الأمريكي كثيراً في هذه الأيام، وهذا يدل على أنه من الممكن أن يقاتل الأتراك والأكراد وغيرهم الأمريكان، ثم الأمريكان متى كانوا أوفياء!! أنا أتعجب من المعارضة العراقية وبعض الدول العربية التي تقف هذا الموقف الضعيف المتخاذل، متى كانت
أمريكا وفية مع أي حليف لها؟
ما حالفها أحد إلا ندم، ولا صادقها أحد إلا ندم، وتتركه في أي موقف وفي أسوأ موقف تتخلى عنه وتتركه ولا تبالي بما قدم وما خدم، ماذا فعلت بالشاه؟ ماذا فعلت في
أندونيسيا؟ ماذا فعلت في
أمريكا الجنوبية؟ حتى في
فيتنام قاتلوا معها سنوات طويلة جداً، وآخر شيء أرسلوا طائرة مروحية نزلت في السفارة وأخذت الأمريكان وتركتهم يقتلون، لا تبالي
أمريكا أبداً، ولم تفِ عمرها مع أحد.
فهذا كله يدل على أن العاقبة ستكون إن شاء الله فيها من الخير ما لا نتوقعه، لكن لا نتعجل، ننتظر ونرى، فلو فتح حتى مجال للدعوة إلى الله من جهة، ومجال للجهاد من جهة هل نعجز فلا نستطيع أن ننصر الدعوة والكتاب من جهة، وننصر المجاهدين من جهة؟
لدينا العقول ولدينا التفكير، وبهذه المناسبة أقول: إن على كل المفكرين والدعاة من هذه الأمة، كل واحد منا يجب أن يفكر من الآن، لا نجد شخصاً واحداً يتفرد برأي، بل نفكر جميعاً، وإذا أتيح لنا أن نسمع من إخواننا في
العراق ماذا يريدون وماذا يعملون سوف تتغير الصورة كلياً، لكنها الآن في موقع لا نستطيع إلا أن نقول: اصمدوا وجاهدوا وقاوموا وندعو لهم، أكثر من هذا لا نستطيع؛ لأن الوضع فيه غموض من هذا الجانب.