المذيع: إذاً أنا اتفقت أنا وإياك على شكلية معينة ...، إذاً المرحلة الأمريكية ذات المسافة البعيدة التي بدأت باختراق التنظيمات الإسلامية، وانتهت بتجهيز قاعات الإعدام في جوانتنامو أين يجب أن يكون الرشد في الخطاب الدعوي ... حصل من (الانحراف أو كما يسمى التطرف) الذي سوف ينتهي أيضاً بتجهيز لقاعات إعدام في بلدان أخرى تأسياً بما فعلته أمريكا .
الشيخ: قبل الحديث عن الضحية وعما يجب أن تفعل الضحية لا بد أن نتحدث عن الجلاد .. عن المجرم، ما حدث في جوانتنامو لا نقول: خارجاً عن شريعة الله فقط، أو عن القانون الدولي فقط، أو الأخلاق أو الأعراف الدولية، بل هو خارج عن القانون الأمريكي نفسه، عن الخلق الذي تدعيه أمريكا أمام العالم، أكثر المحامين بل كلهم أو جلهم يرفضون هذا الإجراء من أصله، يرفضون أن يقال: إنهم ليسوا أسرى حرب، مع أنهم أخذوا في حرب، ماذا إذاًَ يعتبرون؟ ثم يودعون في قاعدة عسكرية حتى لا تشملهم القوانين الخاصة بالبلاد، ثم يحاكمون كما يشاءون، ثم توضع لهم غرف الإعدام كما يريدون، هذا دليل قاطع وصارخ وواضح على أن هذا العدوان يحتاج إلى مقاومة قوية جداً، وبتكاتف من كل العالم..
المذيع: ما نوع المقاومة؟
الشيخ: ردع العدوان الأمريكي يجب أن يتعاون عليه العالم كله، إلا إذا دخلنا في شريعة الغاب.
المذيع: كيف؟
الشيخ: نعم. يجب أن يقال: كيف؟ لأننا نحتاج إلى كيف هذه، إذا ظن البعض أنه سيقضي على العدوان الأمريكي بعملية هنا أو هناك فهذا في الحقيقة في وجهة نظري أنا أنه يزيد العدوان الأمريكي ويعطيه المسوغ.
المذيع: معنا الأخ أبو العبد من الأردن، تفضل! حياكم الله، السلام عليكم ورحمة الله.
المتصل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي العزيز! الموضوع مؤثر وشيق في نفس الوقت، ويمكن أن يقال فيه أشياء كثيرة لكن اختصاراً: ما يسمى العنف أو الإرهاب الواقع أنك لا تستطيع أن تعده، فأربع ضربات إرهاب .. قتل عشرين إرهاب .. قتل واحد إرهاب، المسألة ليست مسألة عدد وإنما مسألة مبدأ، المسألة مربوطة بـ: ما هو السبب في هذا الذي يسمى إرهاباً؟ شخص نائم على صدرك ويريد أن يخنقك فأنت تأتي تدفعه بعصا أو بلكمة حتى إذا اضطررت أن تدفعه بقنبلة تفجر نفسك أنت وإياه، ليس هناك حد للموضوع، المسألة نسبية، الله سبحانه وتعالى يقول: ((فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ))[البقرة:194] هذا مبدأ، ثم عندما تقول أنت: المعتدي هو الذي يبدأ العدوان، عندما أكون أنا الذي أرد العدوان فلماذا يسمى في القرآن (اعتدوا عليه) -كلمة اعتدوا- أي: لا تدخر أي شيء في سبيل أن تقصم ظهره حتى تزيله من وجه الدعوة، نحن حملة دعوة ودعاة ولسنا قتلة، ولكن من أراد قتلنا فماذا نفعل؟ هذا سؤالي.
المذيع: شكراً للأخ أبو العبد، وجزاك الله خيراً.
الشيخ: كلام الأخ أبو العبد كلام طيب في الحقيقة، وبمناسبة أن الأخ من الأردن يجب أن نقرر حقيقة واضحة جداً: أن الجهاد في أرض فلسطين جهاد مشروع له كل المسوغات والمبررات، وأن الإرهاب الصهيوني هو فرع من الإرهاب الأمريكي ومتعاون معه، وأن إخواننا المجاهدين في أرض فلسطين لا أوافق أنا أنهم يفعلون ما يفعلون بدافع اليأس، بل أنا أطمئنكم وأبشركم أنه من الواضح مما نرى ونسمع ونقرأ لهم أنهم يفعلون ويقدمون هذه التضحيات بدافع الثقة فيما عند الله تبارك وتعالى، وبدافع البشرى، المبشرات الآن يرونها، وتأثر هذه الدويلة وهذا الكيان الصهيوني بأعمال الجهاد والمقاومة الإسلامية واضح جداً، أي: لو كان هناك شيء من الوقت فأنا لدي أدلة وبراهين قاطعة من الصحافة والإعلام الإسرائيلي على أن هذه الدولة تمر بمرحلة هي أسوأ مرحلة في تاريخها كله مهما تحاول أمريكا ومهما يحاول شارون.