الإعلام الديني
بل تأتي الدلائل أغرب من هذا كله وهي أثر الدين في الإعلام الأمريكي، فمحطات الإذاعة والتلفاز مشغولة بالحديث عن التوراة ورجالها، ويقولون: إن صور نجوم البرامج الدينية المسموعة والمرئية من أمثال جرين جراهام وجيري فولويل احتلت صفحات أبرز المجلات الأسبوعية، وأصبحت تسيطر على عقول الأمريكان؛ حتى إن هؤلاء النجوم - نجوم الأصولية ومنهم سويجارت صاحب برنامج الحملة الصليبية الذي انهزم في مناظرة مع الشيخ أحمد ديدات - أصبحوا ينافسون نجوم السينما والفن والرياضة في اجتذاب اهتمام الجماهير وتتبع أخبارهم وأحاديثهم باستمرار..، وقدرت بعض الإحصاءات نسبة الأمريكيين المستمعين والمتابعين لبرامج الأصولية الدينية في عام (1980م) بحوالي (47%) من السكان، ويقولون: إنهم يفتتحون محطة إذاعية كل أسبوع ومحطة تلفاز كل شهر..؛ ذلك إحصاء منذ أكثر من عشر سنوات فكم وصل العدد الآن..؟!
وهناك رابطة مشهورة على مستوى أمريكا اسمها: الرابطة الوطنية للمذيعين الدينيين - أي: المذيعين العاملين في الإذاعات الدينية في جميع أنحاء أمريكا - وقد أنشئت هذه الرابطة عام (1944م) يوم كان عدد المحطات الإذاعية (49) محطة، أما في عام (1980م) فقد أصبحت (800) محطة، وارتفعت عام (1982م) لتبلغ (1000) محطة تنتج وتدير برامج دينية.
ومما يجدر ذكره أن هذه الرابطة أخذت منذ عام (1980م) بعد هذا التوسع الهائل في تنظيم مؤتمر سنوي لأعضائها، وفي هذا المؤتمر تقام صالة إفطار لمصلحة إسرائيل، وتسيطر الحركة الأصولية النصرانية الغربية على جميع شبكات الكنيسة المرئية والمسموعة، ويتلقى نجمان من نجومها وهما جيري فولويل، وبات روبرتسون يتلقيان أموالاً أكثر مما يتلقاه الحزبان الرئيسان في أمريكا الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري.
كل هذه حقائق من الصحافة الأمريكية، وقد اعتبرت الحركة الأصولية الأمريكية من الظواهر السياسية في القرن العشرين، وانكب علماء الاجتماع والنفس على دراسة هذه الظاهرة، وهناك قضية لابد من النظر إليها إذ يجب أن نربط بين ظهور الإيدز والهيربز وانتشار الصحوة الدينية في أمريكا؛ فالناس قد شعروا بأهمية الدين للحياة، وقد كانت هناك كنائس أقليات نصرانية ترفض الزنا وتحاربه وتحافظ على أبنائها وبناتها منه , ولما انتشرت هذه الأمراض الخبيثة ازداد عدد هذه الكنائس وانتشرت، وازداد عدد تابعيها، وكذلك إدمان المخدرات والضياع والفراغ؛ كل هذه العوامل أدت إلى تنامي الأصولية النصرانية ، وقد تنامت هذه الأصولية ليصبح عددها الآن ما يقارب ثمانين مليونًا؛ ولذلك تعتبر من أهم الحركات في القرن العشرين، ويتوقع لها أحد المحللين أن تستمر خمسمائة عام على الأقل -هكذا يقدرون-
التلفاز الديني في أمريكا أمره عجب؛ إذ تنتشر البرامج التلفازية في أمريكا بشكل يصعب معه حصرها على وجه الدقة , ولكن رابطة الإذاعيين الدينيين تقول: إن لديها ألف محطة تلفازية وإذاعية مشتركة في نشاطها، كما تقدر أن عدد المستمعين إلى المحطات الإذاعية المشتركة فيها يصل إلى (115) مليون نسمة أسبوعيًا، وحوالي (14) مليون شخص من أعضائها يشاهدون الكنائس المرئيهّ.
وتقول بعض الدراسات: إن أهم عشر كنائس مرئية في الولايات المتحدة يشاهدها (40%) من مشاهدي التلفاز الأميركي.
وبالطبع هنا تجد الفرق بين يسر الإسلام وعسر غيره؛ فنحن جعلت لنا الأرض مسجدًا وطهورًا - كما قال رسول اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولكن النصارى لا يستطيعون الصلاة إلا في الكنيسة، فتفتقت أذهان موجهيهم عن فكرة هي أنهم قالوا: نحن نأتيكم بالكنيسة المرئية يوم الأحد..؛ ففي أي لحظة افتح التلفاز وستجد الكنيسة أمامك، فأصبحت الأسر الأمريكية تجلس وتفتح التلفاز فيجدون الكنيسة أمامهم، ويسمونها: الكنيسة المرئية.
ويقدر معهد جالوب المتخصص في الإحصاء أنه في عام (1982م) كان الذين يشاهدون برنامج الكنيسة المرئية شهرياً (52) مليون أمريكي، وفي عام (1983م) حين ظهر الإيدز ارتفع العدد إلى (60) مليون شخص. وفي الدراسة الاستطلاعية - التي أعدتها منظمة إذاعات الدول الإسلامية بـجدة عن إذاعات التنصير -أن في أمريكا وحدها (38) محطة تلفزيونية، و(66) شبكة كابل، و(1400) محطة راديو، ومن بينها أربع خدمات تلفزيونية تتجاوز ميزانية البرامج لكل منها (50) مليون دولار سنويًا، ولك أن تقارن هذا بواقع الإعلام الإسلامي!!
وقد استفاد هذا الجهد الإعلامي من الأقمار الصناعية، ويقدر أن نصف هذه المحطات تستخدم الأقمار الصناعية، هذا كان في عام (1985م)، أما الآن فإنه من المحتمل أن تكون كل المحطات تستخدم الأقمار الصناعية، وهذا يدل على أنها تبث عبر العالم.
والجدول المرفق يوضح أهم هذه البرامج ومقدميها ومستمعيها.
وفي مجال السينما تذكر الدراسة نفسها أنه تم تخصيص ما يزيد على (100) مليون دولار لإنتاج سينمائي تعده في هوليود للتلفزيون مؤسسة إنتاجية اختارت له اسم genesis ويشمل إنتاج (15) فيلمًا أعدت مادتها في سفر التكوين و(18) فيلمًا من إنجيل لوقا.
جدول رقم (4-1) قائمة بأسماء أهم عشرة برامج في الكنائس المرئية تبعاً لأكثرها شعبية، واجتذابًا للمشاهدين في الولايات المتحدة الأمريكية.
المشاهدون شهرياً: 16.300.000
المشاهدون أسبوعياً: 4.420.000
البث: يومي.
صاحب البرنامج: pat robertson بات روبرتسون
اسم البرنامج: the 700 club السبعمائة ناد
المشاهدون شهرياً: 9.254.100
المشاهدون أسبوعياً: 3.640.000
البث: أسبوعي.
صاحب البرنامج: jimmy swaggert جيمي سواجيرت
اسم البرنامج: weekly crusade الحملة الصليبية الأسبوعية
المشاهدون شهرياً: 7.641.000
المشاهدون أسبوعياً: 2.720.000
البث: أسبوعي.
صاحب البرنامج: robert shuller روبرت شلر
اسم البرنامج: hour of power ساعة من القوة
المشاهدون شهرياً: 5.773.200
المشاهدون أسبوعياً: 2.462.100
البث: يومي.
صاحب البرنامج: jim bakker جيم باكر
اسم البرنامج: praise the (ptl) مجّدوا الرب
المشاهدون شهرياً: 57.732.00
المشاهدون أسبوعياً: 3.037.600
البث: أسبوعي.
صاحب البرنامج: oral roberts أورال روبرتس
اسم البرنامج: expect a miracle توقّع معجزة
المشاهدون شهرياً: 5.603.400
المشاهدون أسبوعياً: 1.870.000
البث: يومي.
صاحب البرنامج: jerry fal well جيري فولويل
اسم البرنامج: old - time gospel hour ساعة من إنجيل زمان
المشاهدون شهرياً: 4.924.200
المشاهدون أسبوعياً: 1.782.900
البث: أسبوعي.
صاحب البرنامج: kenneth copland كينيث كوبلاند
اسم البرنامج: برنامج واستعراض كينيث كوبلاند
المشاهدون شهرياً: 4.584.600
المشاهدون أسبوعياً: 1.867.800
البث: يومي.
صاحب البرنامج: jimmy swaggert جيمي سواجيرت
اسم البرنامج: a study in the word دراسة في الكلمة.
المشاهدون شهرياً: 4.075.200
المشاهدون أسبوعياً: 1.443.300
البث: أسبوعي.
صاحب البرنامج: paul v. gorder بول فان غوردر
اسم البرنامج: day of discovery يوم الاكتشاف.
المشاهدون شهرياً: 3.735.660
المشاهدون أسبوعياً: 1.613.100
البث: أسبوعي.
صاحب البرنامج: rex humbard ركس هامبرد
اسم البرنامج: برنامج واستعراض
وفيما يمكن أن نعده نموذجًا لما تبثه هذه البرامج يقول جيمي سواجارت: أشعر أن الولايات المتحدة الأمريكية مرتبطة بحبل ولادة سري مع إسرائيل، وتعود هذه الروابط في اعتقادي إلى ما قبل ظهور الولايات المتحدة الأمريكية بزمن طويل؛ كما ترجع الفكرة اليهودية النصرانية إلى إسرائيل ووعد الرب له، وهو وعد أعتقد أنه يشمل الولايات المتحدة الأمريكية - أيضاً -؛ لأن اللّه ما زال يقول: إني أبارك الذين يباركون إسرائيل وألعن من يلعنونها، ومن فضل الله على الولايات المتحدة الأمريكية أنها ما زالت قوية إلى اليوم، وأنا واثق أن هذا يعود إلى كونها تقف وراء إسرائيل وأدعو اللّه أن تظل دومًا سندًا لإسرائيل.
أي: أن بركةأمريكا تأتيها من وقوفها إلى جانب إسرائيل ومعنى ذلك أن قوة أمريكا من قوة إسرائيل.