ومنهم: المدعو أحمد الزاهر، وآخر: الذي يقول: إنَّه كان يطرح الحجارة فتُحوَّل إلى ذهب، ينقلون هذا عن كثيرٍ مِن أتباعهم، ولاشك أنَّه مِن السحر كغيره مِن كراماتهم!
يقول: '' وكان له صاحب يبيع الحشيش بباب اللوق، فكان الشيخ رضي الله عنه يرسل إليه أصحابَ الحوائج فيقضيها لهم، فقال له أحد تلاميذه عن ذلك - أي: كيف تفعل هذا مع الحشاشين؟ - فقال له: ياولدي ليس هذا مِن أهل المعاصي، إنَّما هو جالس يُتَوِّب النَّاس في صورة بيع الحشيش، فكل مَن اشترى منه لا يعود يبلعها أبداً ''.
ويقول عن الشيخ أبي بكر أن تلميذه لما حج: '' يقول سألته أن يجمعني على القطب فقال: اجلس ها هنا، فمضى فغاب عنِّي ساعة ثم حصل عندي ثِقَل في رأسي، فلم أتمالك أحملها حتى لصقت لحيتي بعانتي! فجلسا يتحدثان عندي - أي: الشيخ والقطب - بين زمزم والمقام ساعة، وكان مِن جملة ما سمعتُ مِن القطب يقول: آنَستَنا يا عثمان، حلَّت علينا البركة، ثمَّ قال لشيخي: توصَّى به فإنَّه يجيءُ منه، ثم قرأ سورة الفاتحة وسورة قريش، ودعيا، وانصرفا، ثم رجع سيدي أبو بكر رضي الله عنه، فقال: ارفع رأسَك، قلت: لا أستطيع، فصار يمرخني ورقبتي تلين شيئاً فشيئاً، حتى رجعتْ لما كانت عليه، فقال: يا عثمان هذا حالك وأنت ما رأيتَه، فكيف لو رأيتَه، فمن ثَمَّ كان سيدي عثمان رضي الله عنه -كما يقول الشعراني- لا يريد إلا الانصراف عن جليسه حتى يقرأ سورة الفاتحة، ولإيلاف قريش؛ لأنَّه سمع القطب قرأها قبل أن ينصرف ''.