أبو عمرو عثمان البطائحي مِن الرفاعية، يقول: '' بينما هو ليلةً يتهجد إذ طرقته منازلةٌ من الجاب الأعظم -لعلَّها مِن الحجاب الأعظم- فتبدَّت له أنوار، فوقف سبعَ سنين واقفاً شاخصاً إلى السماء دون غذاء، ولا إحساس بحاله، ثم عاد إلى بشريته!''
انظروا هذه الكلمة عاد إلى بشريته؛ لأنَّ هذا هو عين ما يقوله النَّصارى في عيسى عليه السلام، فالوليُّ عندهم ممكن أن ينتقل مِن حالة بشريَّة إلى حالة غير بشرية.
قال: '' فقيل له: اذهب إلى قريتك، وجامع أهلك، فقد آن ظهور ولدٍ منك، فطرق بابه، وأخبر أهله بحاله، فقالت زوجتُه: إن فعلتَ وقضيتَ تحدث الناس فيَّ - انظروا! لماذا يتحدث النَّاس؟ أليس زوجها، لكن حتى يختلقوا للكرامة مبرراً في دعواهم - قال: فصعد السطح ونادى: يا أهل القرية أنا فلان اركبو فإنِّي سأركب، فأبلغهم الله صوته، وأفهمهم معناه، فلمَّا وافقه تلك الليلة رزق ولداً صالحاً ''.