يقول النبهاني: ''أحمد بن بطرس الشيخ العارف بالله تعالى -كما يقول- المكاشَف بأسرار غيب الله، كان إذا أردا أن يتكلم بكشف: يُطرق رأسَه إلى الأرض، ثمَّ يرفعه وعيناه كالجمرتين يلهث كصاحب الحِمل الثقيل، ثم يتكلم بالمغيَّبات. ''
لأنَّ الجنَّ هي التي تكلمه وتخاطبه، يتلقى منها فيلهث.
ونتابع الكلام عن هذه الكرامات - بزعمهم - ودعواهم مع التنبيه إلى قضية مهمَّة وهي أنَّني تعمَّدتُ أن أحذف تعقيداتهم، وما يذكرونه مِن الكفريَّات، والشركيَّات المعقدة التي فيها وحدة الوجود، والحلول والاتحاد، ومنها باطنيَّة، وزندقة، وغير ذلك مِن التعقيدات الفلسفيَّة التي تعمَّدتُ حذفَها؛ لأنَّ كلَّ أحدٍ لايستطيع أنْ يفهمها بخلاف هذه المدَّعاة "كرامات"؛ فإنَّ كلَّ أحدٍ -ولله الحمد- يعرف بطلانها، ويعرف كذبها، ويستدل بها على كذبهم في الباقي.
وأيضاً: لأنَّ هذه الكرامات يدَّعون أنَّهم إنَّما أُعطوْها لوراثتهم للَّنبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ولأنَّ كراماتهم هذه هي كالمعجزات بالنِّسبة للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بل هي تأييد للمعجزات بنظرهم؛ ولذلك سنقتصر عليها دون الشركيَّات، والكفريَّات الأخرى.
هذا الشيخ أحمد يقول تلميذه: -كما يصف النبهاني-: '' كنتُ جالساً عنده وحدي، فخطر لي خاطر هل للشيخ قوة التمكين؟ فقال: نعم، لنا قوة التمكين؟! ''
قضية دعوى علم الغيب وعِلم ما في خاطر المريد، وقضية ادِّعاء قوة التمكين، وهي السيطرة على الكون.
يقول النبهاني عن الشيخ محمد المعروف بأكَّال الحيَّات: '' هو الشيخ الصالح المعروف بأكَّال الحيَّات، وغيرها مِن الهوامِّ كالخنافس، وما في معنى ذلك، فيرى الخنافس زبيباً، والحيَّة قثاء ''.