المادة    
قال المصنف رحمه الله:
[ومرض القلب نوعان كما تقدم: مرض شهوة، ومرض شبهة، وأردؤهما مرض الشبهة، وأردأ الشبه ما كان من أمر القدر. وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه؛ لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق، وعقائده الباطلة؛ فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته. و:
...................            مالجرح بميت إيلام
وقد يشعر بمرضه، ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها، فيؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء، فإن دواءه في مخالفة الهوى، وذلك أصعب شيء على النفس، وليس له أنفع منه]
.
الشرح:
القلب الذي يمرض قد يموت، وقد يبقى مريضاً، وقد يشفى إذا شاء الله تبارك وتعالى، فالكلام هنا عن أسباب المرض؛ لأن القلب قد يكون سليماً، فيعتريه المرض، وقد يكون مريضاً فيفضي به ذلك المرض إلى الموت، ولكن إذا عُرِفَتِ الأسباب التي أمرضته واتُّخِذ لها العلاج شفي القلب بإذن الله، فكان حتماً أن يعرف العبد المؤمن-بقدر ما يستطيع-مرض القلب وأنواعه وعلاجه، لأن كل مؤمن يخاف على قلبه من المرض، ويخشى أن يبتلى به.
  1. الفتن وأثرها على القلوب

  2. صفة القلب السليم