ننتقل إلى موضوع آخر ينقل عن
أبي يزيد البسطامي قوله: '' رأيتُ ربَّ العزة في المنام فقلت: "يابارا خدا" ''
- بالفارسية -.
تعتقد
الصوفية أنَّهم يروْن الله تعالى في المنام، وكذلك يروْن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليقظة والمنام.
وبعض تلاميذ
علوي مالكي سواءٌ الذين هداهم الله أو غيرهم يقـولون: إنَّهم يمشون في هذا الطريق - أي: الترقِّي - حتى يرَوا الرسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، وأنَّهم سيستمرُّون على هذا الطريق حتى يرونه يقظةً.
وهذه مِن العقائد الراسخة عند
الصوفية -أغلب طرقهم أوكلها- فمثلا: كتاب
التيجانية ذكر أنَّ رؤيتهم للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن عقائد
التيجانية، وموضَّح فيه، وكذلك
طبقات الشعراني نقل هذا الكلام عن كثيرٍ منهم، و
جامع كرامات الأولياء -أيضاً- نقل هذا، وكثيرٌ ممن لا أستطيع أنْ اسمِّيَهم الآن ذكروا أنهم رأو النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنه أمرهم بكذا! ونهاهم عن كذا! وكلُّ هذا مِن البدع، ومِن الضلالات التي زيَّنها الشيطان لهم.
فـ
المالكي ينقل عن
أبي يزيد البسطامي يقول: '' إنَّه رأى ربَّ العزَّة في المنام ''.
وقول هؤلاء: إنَّهم يرَوْن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أشنع منه: مَن يدَّعي رؤية الله تبارك وتعالى.
لكن تجد عند
الصوفية المتأخرين أن قضية رؤية الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في الدنيا قد خفت نوعاً ما؛ لأنَّ الاستنكار عليهم ربما كثُر، ولسببٍ آخر مهمٍّ وهو: ازدياد علاقة
التصوف بالتشيع، فكلَّما غلا أولئك في
علي -رضي الله عنه- غلا هؤلاء في الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنَّ الهدف واحدٌ.