المادة    
يقول رحمه الله: [وقد جاءت الأقلام في هذه الأحاديث وغيرها مجموعة].
أي: جاءت بصيغة الجمع: (أقلام) كما في الحديث: {رفعت الأقلام}، وفي حديث جابر رضي الله تعالى عنه قال: {بل فيما جفت به الأقلام}، وقد سبق أن ذكرنا الأحاديث التي تدل على أن أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، وقلنا: إن القلم المذكور في هذا الحديث هو القلم الأول، الذي خلقه الله، فكتب به في الذكر كل شيء، إذاً هناك قلم وهناك أقلام، فكيف نفهم ذلك؟!
يقول المصنف: [والذي دلت عليه السنة أن الأقلام أربعة، وهذا التقسيم غير التقسيم المقدم ذكره]، يقصد بالتقسيم المتقدم ذكره: التقسيم الذي فيه أن القلم الأول هو الذي أقسم الله به، والقلم الثاني قلم الوحي، فذلك تقسيم وهذا تقسيم آخر، وهذا باعتبار وذاك باعتبار آخر، لكن لو تأملنا هذا التقسيم الذي ذكره رحمه الله والذي قال فيه: إن السنة دلت على أن الأقلام أربعة؛ لوجدنا أنه يذكرنا بالمرتبة الثانية من مراتب القدر التي هي الكتابة.
  1. درجات الكتابة