المادة    
السؤال: هناك بدع تتعلق بالجنائز، مثل أن يجتمع الناس في مكان ويقرءون رياض الصالحين بشكل جماعي، ويصفون صفوفاً، فما رأيكم في هذا؟
الجواب: بدع الجنائز كثيرة، ومن العجيب أنه ظهر عندنا بدع لم نكن نظن أن الأمر يصل إليها.
فمثلاً: كنا نعرف بعض البدع ثم الحمد لله ظهر العلم والخير والنور ووزعت فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله، فكان لها أثر طيب، ولكن بقي بعض الناس أدخلوا بعض التحسينات في البدع، فمثلاً: وُجد أن بعض الناس يقرأ من كتاب رياض الصالحين أثناء العزاء على الميت على شكل صفوف وعلى نمط معين من الكلام.
فإذا جاء شخص يقول: هذه بدعة، فإنهم يقولون: ماذا تقول؟! قراءة كتاب رياض الصالحين بدعة! والعلماء كلهم يقولون: إنه كتاب طيب.
فيقولون: ما رأيك في الكتاب؟ فيقول: كتاب طيب، لكن البدعة ليست طيبة، فهذا شيء ما شرعه الله، فقراءة رياض الصالحين في العزاء وكذلك الوقوف بشكل معين ورص الصفوف وقراءة كلام معين والتكلف في العزاء هذه كلها مخالفات، وديننا كله قائم على اليسر والبساطة والفطرة، والصحابة رضي الله عنهم كانوا يعزون أهل الميت في الطريق أو في المسجد أو عند المقبرة بكلمة: أحسن الله عزاءكم، وعظم الله أجركم، لله ما أخذ ولله ما أعطى، رحم الله ميتكم، ومثل هذه الأمور، فيكتب له أو يكلمه، وانتهى الأمر بعد ذلك.
فالعادات السيئة التي -للأسف- بدأت تنتشر عندنا من صف الناس صفوفاً ثم الجلوس ثم قراءة رياض الصالحين أو غير ه،هذه كلها من البدع، كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} حتى لو كان قراءة قرآن أو حديث لكنه على وجه بدعي فهو مردود على صاحبه، ويجب على الإنسان ألا يذهب أو يجلس مع هؤلاء، فإذا كنت أنت تعرف الميت وتريد أن تعزي أهله فعزه بالوجه الذي ذكرنا سابقاً، وإن كنت لا تعرفه وإنما مجاملة للناس فهذا ذنب، ولا يصبح هذا عزاء في الحقيقة، ولكن مجاملة للجماعة، ولكن الإنسان يدعو للمسلمين بالمغفرة والرحمة والله أعلم.