كل إنسان يقول كلمة التوحيد أو يدَّعيها من المسلمين، فهل المقصود بقوله: (من شهد أن لا إله إلا الله) أي: من قالها ونطق باللسان قائلاً: لا إله إلا الله محمد رسول الله أنه يدخله الله الجنة على ما كان من عمل، أي: على أي عمل كان؟
هذا -طبعاً- غير معقول عند المؤمن الذي يعقل عن الله تعالى ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد قال المؤلف: في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله } ليس المراد بها مجرد النطق، ولكن لا بد فيها من العلم واليقين، واستدل بقول الله تبارك وتعالى: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ))[محمد:19]، فلا يكفي النطق، ولا يكفي أن يقول الإنسان أنا أشهد أن لا إله إلا الله،بل يجب عليه العلم أنه لا إله إلا الله، كما في الآية: ((إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ))[الزخرف:86] أي: وهم يعلمون شهادة الحق.