ثانياً: المقتصد: وهو وسط، ليس من الظالمين لأنفسهم، ولا من السابقين بالخيرات. والمقتصد هو: الذي يأتي بالواجبات، ويجتنب المحرمات، لكن لا يزيد على ذلك بالنوافل، ولا يجتنب المكروهات التي إن تركها العبد فهو مأجور، وإن فعلها فهو غير آثم، فهذا درجة أقل، فهو إنسان مقتصد يعمل الطاعات، ويؤدي فرائض الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ويقوم بما أمر الله، لكن لا يسابق ولا يسارع بالخيرات. ففرق بين إنسان يؤذن المؤذن فيكف عن عمله الذي بيده ويأتي إلى بيت الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فهو إنسان إذا سمع ذكر الله جاء إليه من أي مكان، وسابق إليه، وزاحم بالركب، ليستمع ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وليسارع بالخيرات، وهذا هو السابق، وبين من يؤدي ما افترضه الله عليه ويكتفي به، وما عدا ذلك يتركه للسابقين، فهذا هو المقتصد.