المادة    
لم يذكر المصنف هنا إلا بعض روايات حديث الفرقة الناجية؛ لأن الحديث روي من طرق وروايات كثيرة، فلم يذكر إلا حديث عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، ومعاوية رضي الله عنهم، وأما بقية الروايات التي في المسند والمستدرك وغيرهما فلم تذكر هنا.
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الروايات تعريفين للفرقة الناجية:
الرواية الأولى التي تتضمن التعريف الأول للفرقة الناجية: روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: {... قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي}.
الرواية الثانية: روى الإمام أحمد والدارمي وغيرهما عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: {هي الجماعة}.
ونريد أن نعرف معنى قوله: {ما أنا عليه وأصحابي}، ومعنى الجماعة؛ حتى نعرف حقيقة الفرقة الناجية .
فالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر أن الفرق الثلاث والسبعين متوعدة بالنار، استثنى من هذه الفرق فرقة واحدة، وهي الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، فسأله الصحابة الكرام: { من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي}، أو قال: {هي الجماعة}، وسند الرواية الثانية صحيح لذاته، بخلاف الرواية الأولى فإنها صحيحة لغيرها -أي: بمجموع الطرق- على أن المعنى واحد: فإن (الجماعة) تعادل: {ما أنا عليه وأصحابي} وهذه تؤيد تلك، ولا يمنع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حدثهم عن الفرقة الناجية بهذا الحديث في مجالس عدة، وسئل أكثر من مرة ويجيب مرة بهذه الجملة ومرة بتلك، ومعناهما ومؤداهما واحد، أو أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم عبَّروا عن المعنى الواحد كما فهموه من النبي صلى الله عليه وسلم، فلو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {هي الجماعة}، وعبر عنها أحد أصحابه بالمعنى فقال: {ما أنا عليه وأصحابي}، لكان المعنى أيضاً حقاً؛ لأنهما شيء واحد وصفاً ومعنىً وحقيقةً.
  1. الفرقة الناجية لا يضرها من خالفها حتى يأتي أمر الله

  2. معنى النجاة للفرقة الناجية