كان ما سبق عرضاً سريعاً للفرق: كيف نشأت؟ وكيف انتشرت إلى هذا الزمن؟ ونستطيع من هذا العرض أن نعرف ما هي الأصول التي وقع فيها الخلاف بين الأمة الإسلامية، فنقول: إن الخلاف وقع في أربعة أصول:
الأصل الأول: الإيمان قولاً وعملاً، وزيادة ونقصاً، والحكم على مرتكب الكبيرة.
الأصل الثاني: القدر.
الأصل الثالث: الصفات.
الأصل الرابع: الخلافة، أو الإمامة، أو موضوع الصحابة ومواقفهم من الفتنة، ويدخل فيه الإمامة.
فغالب الفرق يرجع خلافها إلى أحد هذه الأمور الأربعة.
وأول فرقة نشأت من الفرق:
الخوارج و
الشيعة و
القدرية، ومن هذه الفرق تشعبت الفرق الأخرى، وظهرت بعد ذلك
الجهمية، وبعض العلماء لا يرون
الجهمية من فرق المسلمين، بل يرونهم من المرتدين، فتكون الفرقة الرابعة هي
المرجئة التي هي مقاربة
للأشاعرة، وفي مقابلة
المعتزلة و
الخوارج.
فهذه هي الفرق الأربع التي ترجع جميع الفرق إليها وهي:
الخوارج، و
المرجئة، و
الشيعة، و
القدرية، وكلمة
القدرية -كما قلنا- هي مرادفة لكلمة
المعتزلة، وهذه الفرق الأربع هي أصول الفرق.