المادة    
يقول المُصنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-:
[فإن قيل: كيف يتأتى الندم والتوبة مع شهود الحكمة في التقدير ومع شهود القيومية والمشيئة النافذة؟] اهـ.
الشرح:
تقول الصوفية: مادام أنه لا يقع شيء في الكون إلا بحكمة الله ومشيئته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فلو شاء الله لما وقع ولا كان.
فكيف يكون الندم عَلَى ما يقع؟!
وكيف تكون التوبة مما وقع؟
وكيف نُنُكِرُ هذا المُنْكَر وهو إنما وقع بمشيئة الله، ولله فيه حكمة؟!
فهذا هو المنزلق الخطير الذي، ضلت فيه طوائف كثيرة جداً، وتقول الصوفية: لا بد أن يشهد الإِنسَان قدر الله، ويشهد الحكمة في هذه الأفعال التي تقع من العباد، ومعنى ذلك أنه يُسلم لكل ما يقع، وقد صرح أكثر الصوفية بعدم الاعتراض فيقولون: لا تعترض عَلَى أي شيء يقع، لأنك لا تبصر ولا تدرك سر الله تَعَالَى في القدر، وبعضهم إذا رأى منكراً وقيل له: هذا منكر قَالَ: ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)) [الأنعام:112] أي: اتركهم عَلَى منكرهم. هكذا زعموا، نعم لو شاء ربك ما فعلوه ولا شك في ذلك، لكن الذي شاء أن يقع هذا المنكر، أمر وطلب منك أن تنكره، فلماذا تأخذ الأمر من جانب واحد وتترك الجوانب الأخرى؟
  1. من مضار هذا الفهم بالأمة الإسلامية

  2. أصل ضلالهم أنهم فرغوا قلوبهم من ذكر الله فسكنتها الشياطين

  3. من لوازم هذا القول الفاسد

  4. هذه الطائفة تُكذِّب جميع الرسل وتكفرها جميع الملل

  5. الشهود الحقيقي