تقصير الآباء في دفع أبناءهم إلى حلقات القرآن الكريم
يقول السائل: إن لدينا في هذه المنطقة هنا حلقات للقرآن الكريم، إلا أن الإقبال عليها قليل في بعض القرى، وهذا نتيجة عدم رغبة الآباء في ذلك، بدعوى أن الطالب إذا ذهب في العصر إلى مدارس تحفيظ القرآن والتي هي ساعة تقريباً، فقد يضيعون الدروس الصباحية، نرجو توجيه الآباء؟
الجواب: نحن أحياناً مثل الذي يُضحي بالدجاجة من أجل البيضة! ما فائدة العلم؟!
والله ليس لنا قيمة لا عند الله ولا عند الناس ولا في أي مجال ولا بأي معيار إلا بالكتاب والسنة!
ثم نقول: إذا حفظ القرآن ضاعت عليه الجغرافيا والفيزياء والرياضيات!
نحن لا نحتقر هذه العلوم، ولكن أي علم أنت خلقت لأجله ولتعلمه والحرص عليه؟
لماذا إذا جاء دوري الرياضات والألعاب فإنك تجعله يشارك فيها؟! حتى إنه قد يعطى إجازة رسمية؟! يضيع عليه شهر أحياناً، وبعضهم شهران أو ثلاثة، ويقول لك: هو في دورة رياضة! فإذا جئنا عند القرآن ترى الأب يقول: والله ما ضيع ابني إلا القرآن وقت العصر! بعض الآباء يقولونها، يقول: ما ضيعه إلا فلان وفلان لما جاءوا وقالوا له: تعال! اقرأ القرآن، وإلا فإنه قد كان الأول في المدرسة..!
إذا وجد بعض رفقاء الخير، وأصبح يسمع ندوات طيبة ومحاضرات طيبة، فحتى لو لم يحقق أي شيء، إذا اهتدى واستقام فهذا خير عظيم، لا نقول: يستقيم الطالب ويضيع دراسته!
لكن والله من عرف قيمة القرآن، فسيعرف قيمة غيره من العلوم، وأن من وفقه الله لحفظ كتابه، فسيوفقه لغيره من العلوم.
وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {إن الله ليرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين}.
وأنا أعرف بعض الناس كان يحرص أن يأخذ ولده شهادة عليا في بعض المجالات، فحفظ الابن القرآن، ولما حفظ القرآن أعطاه الله من النور والبرهان حتى صارت له منزله عالية، فقلت لأبيه: ما رأيك لو كان ابنك طبيباً هل كان ذلك أحسن؟ فقال: لو تؤتى له الدنيا كلها ما أريدها.
فيجب علينا أن نحمد الله سبحانه أنه يوجد من احتسب وأنشأ هذه الجماعة -جماعة التحفيظ- واجتهد وبذل وقته من أجلها، وأن نتبرع لها وأن نشجعها بقدر استطاعتنا.