موقف المسلمين من القضية الفلسطينية
السؤال: نسمع في هذه الأيام عما يدور من مفاوضات بين المسلمين واليهود، فما هي النظرة الإسلامية للوضع في فلسطين الحاضرة والمستقبلة؟
الجواب: ينبغي ألاّ تشغلنا قضية عن قضية، فالإسلام يحارب الآن في كل مكان، ولو ذهبنا إلى أقصى الشرق -مثلاً- إلى الفلبين ثم إلى إندونيسيا ثم إلى جنوب شرق آسيا إلى كشمير أو إلى الشيشان أو غيرها؛ لوجدنا أن الإسلام يحارب في كل مكان.
لكن القضية الأولى التي يجب أن تقدم على كل القضايا الآن، من جهة محاربة أعداء الله وجهادهم، ليكفوا شرهم وليُدحروا عن أرض الإسلام التي احتلوها ظلماً وجوراً وعدواناً، تلك القضية الأولى هي قضية فلسطين، ولا ينبغي أن تشغلنا أي قضية أخرى عنها، لابد أن نشتغل بالقضايا جميعاً لكن نرتبها.
والآن المرحلة تتأزم أكثر فأكثر، وإخواننا هناك في الأرض المحتلة لم يبق لهم ملجأ ولا ملاذ إلا إلى الله تبارك وتعالى، ثم ما يأتيهم من إخوانهم المسلمين، فقد تقطعت بهم السبل والحيل، مقابل قوة إسرائيل، وهي الدولة الصهيونية المجرمة التي وراءها الغرب كله، وأكثر الشرق، بل حتى المداهنين ممن يدعون الانتساب لهذا الدين، كل هؤلاء في صف والفئة المؤمنة القليلة هناك وحدها ليس معها إلا الله تبارك وتعالى، فينبغي أن نؤيدهم وننصرهم بكل ما نستطيع، ونعلم جميعاً أنه لا مستقبل لا في فلسطين ولا في غيرها من بلاد المسلمين المحتلة إلا بالجهاد، لابد من الجهاد في سبيل الله، وكل ما دون ذلك من مفاوضات، أو مباحثات، أو مجلس أمن، أو قرارات، فهذه كلها ونحن على ثقة مطلقة أنها غير مجدية ولا خير فيها.
ولذا نجد أن أكثر العاملين في الدعوة أو الجهاد هناك نافضين أيديهم من هذا، وإنما تمرغ في أوحالها العلمانيون وأمثالهم، لكن إخوانكم هناك يحتاجون منكم المدد بالدعاء، وبإحياء القضية والحديث عنها باستمرار، ويحتاجون منكم دعماً عظيماً جداً لما لديهم من أنشطة دعوية.
وأنا أبشركم أنني إلى آخر أيامي في مكة وأنا على صلة ببعض من جاء للعمرة، والله أن هناك من الأنشطة ما يفرح القلب ولله الحمد، فحلقات التحفيظ بالمئات داخل الأرض المحتلة، والقائمون عليها من الإخوة الدعاة المعروفين الذين تخرجوا من الجامعات في هذه البلاد وغيرها، والحجاب والتمسك به منتشر، وهناك نهضة دعوية كبيرة لكن تحتاج منا إلى دعم، وإلى تأييد بالكتاب وبالشريط وبالدعاء وبالمال، وبكل ما يتاح لنا وما أمكن، والوقت الآن يضيق عن ذكر تفاصيل ذلك.
لكن نقول لكم: نحن على ثقة أنه لن ينجح أي حل ولا أي مفاوضات، ولن يكون بيننا وبين هؤلاء القوم إلا ما أخبر عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخر الزمان؛ وهو أننا سوف نقاتلهم، والله تبارك وتعالى معنا بنصره وتأييده {حتى يقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي، تعال فاقتله} وهذا من عون الله تبارك وتعالى.
فما دون ذلك فإنما هو حلول كاذبة أو مؤقتة أو تسكيتية أو ترضية لن تدوم أبداً، ولن يقبلها اليهود أنفسهم فضلاً عن المسلمين، لكن نحن ما يجب أن نقدمه هو العون المستمر والدعم والتأييد.
والحمد لله، يوجد لهم هنا من هم معنا ونعرفهم، ولا توجد قرية تقريباً أو بلدة إلا وفيها من يعمل هنا في أي قطاع من القطاعات يمكن التعرف عليه.
ومن ضمن لجان الندوة العالمية للشباب الإسلامي، لجنة فلسطين ولهم جهود طيبة مشكورة، وعن طريقهم يمكن أن نقدم ما نستطيع إن شاء الله، وتوجد طرق شخصية، فيجب على كل إنسان أن يبرئ ذمته ويقدم لإخوانه ما يستطيع، وجزاكم الله خيراً.