يقول الشيخ رحمه الله: ''ومن الآيات الدالة على ذلك -أي: من الآيات الدالة على أنه لا يجوز لأحدٍ أبداً أن يتبع شرعاً غير شرع الله، وأن الله تعالى هو وحده المستحق لأن يؤخذ منه التشريع- قوله تعالى: ((وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ))[القصص:88].
قال: فهل في الكفرة الفجرة المشرعين من يستحق أن يوصف بأنه الإله الواحد، وأن كل شيء هالك إلا وجهه؟!'' الذي له البقاء ودوام الحياة لكمال حياته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ))[الرحمن:26] فكل هؤلاء هالكون ميتون، فكيف يوكل التشريع إلى أموات وإلى هالكين!
قال: ''وأن الخلائق يرجعون إليه'' وهذا من قوله تعالى: ((وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ))[القصص:88] فلا رجوع إلا إليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، قال: ''تبارك ربنا وتعاظم وتقدس أن يوصف أخس خلقه بصفاته''.