المادة    
السؤال: هل يجوز التلاعب على بعض القوانين الني تصدرها الدولة بحجة عدم المصلحة فيها؟
الجواب: هذه قاعدة عامة للجميع، نحن نذنب ذنوباً كثيرة، ونحرص على الدنيا، ونحرص على المال من حلال أو من حرام -إلا من رحم الله- ونرتكب ذنوباً، فعقوبةً من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على هذه الذنوب يسلط علينا هذه الأنظمة.
ولماذا جاءت هذه الأنظمة؟
هذا نتيجة ظلمنا نحن وذنوبنا، فيوضع نظام حتى يمنع في نظر واضعيه من الفساد، وقد يكون حقاً أن هذا النظام يمنع الفساد، ويمنع الناس من أن تستأثر طائفة دون طائفة، لكن لأن هذا ليس في الأصل مما شرعه الله عز وجل في الحالة السوية، وإنما هي عقوبة استحدثت لظلم وقع ونشأ ما كان موجوداً عند الناس.
فهذه الأنظمة يكون فيها أيضاً ظلم، فلذلك نحن الآن نعالج الظلم بالظلم، ونفر من الظلم إلى الظلم، ومن الخطأ إلى الخطأ، تجد أحوالنا هكذا، لجنة تقرر علاج المشكلة فتقترح نظاماً، أو ظلماً آخر.
إن جاءت الأنظمة ونظرت إلى صاحب العمل فقط، قالت: العمال يفعلون ويفعلون، وأجحفت بالعمال جداً!
وإن وضعت نظاماً يرفق بالعمال، وينظر إلى أحوالهم، أجحفت بأصحاب العمل وكلفتهم أشياء لم يشرعها الله، لماذا؟
لوجود الذنوب من العمال، ومن صاحب العمل، ومن المواطنين، ومن الإدارات الحكومية، الجميع واقع في الظلم الجميع واقع فيه إلا من رحم الله.
وكيف ندفع أساس هذا كله؟
بأن نرجع إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وأن نتقي الله جميعاً، فإذا صلحت أحوالنا، واستقمنا على تقوى الله، دفع الله عنا هذا البلاء، ورفع عنا هذا الظلم، ولم نعد نحتاج إلى الأنظمة الظالمة، ولم نعد حتى نحتاج إلى أن نتشاكى، أو نشكو منها، أو نتهرب منها سواء وجدنا مخرجاً شرعياً، أو لم نجد إلا مخرجاً ربما يكون فيه ظلم، ولكن يكون أقل في نظرنا، فالأصل إذاً أن نتقي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وكما قرأنا في آيات الله: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ))[الأعراف:96].
نحن الآن نرى الأموال كثيرة، ومجالات العمل كثيرة، شركات، ومؤسسات، وأعمال، ومع ذلك البركة قليلة، والناس كلهم يشتكون!
لماذا عندما كثر الخير، وكثرت النعمة ثم كثر معها الهم، والغم، والفتن، والضغط، والسكر، والجلطة؟ سبحان الله العظيم! لأن أساسها الذنوب.
فأسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص، وأن يحيي قلوبنا بالإيمان، وأن لا يجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.