وهنا برقية خطية عاجلة تقول: ''نفيدكم أنه قد تم عمل تنظيم المواعيد لدخول مباني الكلية أيام الخميس والجمعة، بحيث تم تخصيص الفترة الصباحية من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثالثة ظهراً للطالبات مع المشرفين والمشرفات فقط، أما الفترة المسائية فقد تم تخصيصها للبنين وإلى من لهم تصريح بالدخول'' . وقد تم توجيه هذا الأمر إلى وكلاء الكلية، ورؤساء الأقسام، وإدارة الكلية، ومدير الشئون الفنية والمختبرات التي غالباً ما يبدأ الفساد منها، والتي يفترض ألا تكون مختلطة. لماذا لا ننشئ معامل خاصة بالفتيات؟ ولماذا لا نفصل -وهذا الواجب شرعاً- الطلبة فصلاً كلياً؛ بحيث نعين مشرفات على الطالبات، ومشرفين على الطلاب؟! أما أن الطالبات يذهبن مع المشرفين، وإن كان هذا في الخميس والجمعة فالمشكلة أعظم؛ لأن الخلوة هنا أمكن، حيث لا يوجد ناس مثل بقية الأيام، وإذا كان هذا يحدث -ونحن نعرفه في الأيام العادية مع كثرة الطلاب- حيث يقفل المدرس أو المشرف الغرفة ويبقى هو وإياها منفردين، فكيف إذا كانت الكليات خاوية والمباني خالية؟! فسبحان الله! كيف يقع مثل هذا؟! وأنا أقول: إن الجامعة تستطيع فصل الطلبة عن الطالبات، وهناك دليل واقعي على أن الجامعة تستطيع. حيث حدث في يوم الاثنين الماضي، أنه في كلية طب الأسنان حدثت حركة معينة، وإذا بالطلاب يُخْرَجُون من القاعات، ويَفُصِلون البنات عن البنين، والموظفين عن الموظفات. فعاشت الكلية بدون اختلاط يوماً واحداً كأنها كلية إسلامية. إذاً نقدر، ما دمنا فعلنا هذا، وقد يكون هذا خوفاً من الناس، افرضوا أن واحداً جاء زائراً، ولما جاء ورأى الطلاب هكذا، قال: الحمد لله لا يوجد اختلاط؛ ثم لما ذهب تخلطهم!! فهذا الضحك على من؟ هذا لم يأت لغرض شخصي، بل جاء لدين الله، فأنت تضحك وتسخر ممن؟ من الله عز وجل!! وتسخر على من؟ على دينك الذي حرم الاختلاط!! فنقول: هذه الحركة تدل على أنه في الإمكان أن نمنع الاختلاط، فإذا طبقناه يوماً واحداً فلنطبقه بقية العام، ولنتق الله، ولنراقب الله، ولا نهم الناس، فالقضية ليست هي قضية ناس حيث نذر الرماد في العيون، ونضحك عليهم، نقول لهم: هؤلاء لا يبالغون ويشيعون الأكاذيب، ويطعنون في الجامعة، ونحن ليس عندنا اختلاط، فهذا من الكذب على الناس والتضليل. وشيء آخر: لماذا توضع امرأة مشرفة على طب الأسنان مع وجود الرجال؟! وهذه المرأة تناقش المدرسين، وتناقش الطلاب، وتخلو بأحدهم، وتحضر مجلس الجامعة!! وأمور كبيرة يتطلبها عملها، فهل عُدِمَ الرجال في هذا البلد؟! فهذه أمور كثيرة وأحب أن أقول: إننا مع الأسف الشديد، نستطيع أننا نقوم بالواجب، ولكننا لا نفعله.