وكتب أحمد جار الله مرة فقال:
''آخر أيام الأحزاب الدينية -ويقول:- إن الأحزاب الدينية تحتضر الآن في مصر وزعامتها أُدْخِلُوا السجونَ في الجزائر وتونس وفي الأردن شطبوا من الحياة السياسية بعد أن أُعطوا فرصة في السلطة، فكانوا أعتى من الظلام تخلفاً، وسوء فهم وتزمتاً، ونظرات ضيقة للكون وللإنسان وللحياة، وفي أفغانستان انتهت منظماتهم المتعددة، رغم أن الله واحدٌ والإسلام واحد، إلى قرار أجبروا عليه بالإكراه للتوصل إلى حل وسط مع السلطة، ولا ننسى أن هذه الأحزاب الدينية المتداعية الآن كَسِوَاها، لا تمتُّ بصلة إلى أفعال الإيمان، إنما تطلب السلطة وتنشد الحكم وتمهد لذلك، وهي لذلك تنكبت طريق الإرهاب، فقتلت، واغتالت، وخطفت، وفجَّرت، وفعلت كما فعل الآخرون، وكلنا يذكر مواقفها السياسية الساذجة الموغلة بالتخلف، وكلنا يذكر تلك الأيام السوداء التي عصفت بنا رياح الأحزاب الدينية أثناءها -إلى أن يقول:- وكل متاجرة هذه الأحزاب كانت بالسلعة الحرام، بالسياسة، والإرهاب، والرجوع إلى الشر وإلى السلطة، وبالعدوانية الشرسة، وضد الناس وضد المجتمع وبالتحريض لقلب أنظمة الحكم، والأحزاب الدينية انفضحت كأحزاب سياسية ضد الإنسان وحريته، مثلها مثل الأحزاب الشيوعية واليسارية الأخرى، وبالتالي لم يعد لها مكان لا في الشرق الأوسط ولا في النظام الدولي الجديد'' .
سبحان الله العظيم! كل هذا الهجوم على الدعاة.