هل الدعوة مقصورة على أناس بعينهم
السؤال: هل الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقصور على مكتب الدعوة والهيئة فقط، وما هو دور الناس في التعاون مع الدعاة والهيئة إذا لم يكن لهم تصريح بذلك؟
الجواب: هذا لا يصح، ومن الذي قال: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محصور في مكتب الدعوة، أو على أعضاء الهيئة، أو على الدعاة؟!
أبداً لا يصح أن يقال ذلك، ومن لا يوجد عنده تصريح الدعوة إلى الله سبحانه فنقول له:
أولاً: لديك أمر من الله، وتصريح وواجب من عند الله، وأنا أستطيع أن أدعو في بيتي وفي قريتي وبين جماعتي، وبين زملائي وفي مدرستي، وكل ذلك من غير هذا الذي يسمونه تصريح، لكن الشيطان يضيق علينا الأمور، ويأتيك من هذا الباب ويقول لك: ليس عندك تصريح فلا تتكلم، وبعض الناس إن أخذ التصريح لا يفعل شيئاً والحقيقة أن القضية ليست أخذ ورقة، ولكن إذا كنت صادقاً مع الله وتريد الدعوة إلى الله فمجالات الدعوة واسعة من غير هذه الورقة، أما هذه الورقة فإنها قد وضعت استثناءً في مرحلة وفي ظروف معينة، ولأسباب نرى أنها توضع، وإلا فهذه الورقة لا تقدم ولا تؤخر.
فالقضاة يجب أن يكونوا دعاة، وأساتذة العلوم الشرعية وخريجي كلية العلوم الشرعية يجب أن يكونوا دعاة بحكم الوظيفة، ولكي نؤهل الدعاة في المنطقة حتى يأخذوا هذا التصريح، لا بد أن يمروا بتدريب وبمراحل معينه، فليس من المعقول أن يأخذوا الورقة من فراغ.
إذاً: لا بد أن ننشئ في المعاهد والمراكز الصيفية وحلقات التحفيظ دعاة يتمرنون ويخطبون تحت إشراف الدعاة الموجودين أو الثقات، حتى يستطيعوا أن ينالوا قدراً من العلم يؤهلهم للدعوة، ويؤهلهم لأخذ التصريح إن أرادوا أن يأخذوا هذا التصريح.
فعلى الإنسان أن يدعو إلى الله، ومجالات الدعوة واسعة، والخطب والمواعظ من جملتها، ومن كان مؤهلاً فليأخذ تصريحاً، ومن كان غير مؤهل فليتأهل وليتدرب تحت إشراف إخوانه الآخرين وبتوجيههم، وبتوجيه إخوانه القضاة والعلماء حتى يكون مؤهلاً ثم بعد ذلك يتقدم لأخذ التصريح، وكل الأمور هي عبارة عن روتين بسيط -والحمد لله- ولا يوجد هناك أي مشكلة.